فبسؤالك سنعرف حقيقة هذا الانسان. اهو قاتل ام مخترع ام ضحية ام فقط إنسان زاهد عن الحياة...؟

رسائل مخفية



داخل محادثاتنا اليومية نستمع لأشخاص يدعو الاكتئاب والحزن والضغط النفسي. نكذبهم دفاعا عما نراه في تصرفاتهم من ضحك وعمل مستمر وسفر لا يتوقف وتصفح مواقع التواصل الاجتماعي بلا راحة. إذن أين الاكتئاب؟ أين الحزن؟ هؤلاء ليسوا أشخاصا يعانوا من التعب النفسي.... المريض النفسي لا يبتسم، لا يسافر ، لا يعمل،..

هذا ليس تفكير فرد بل مجتمعات كاملة. تؤمن بأن علامات التعب النفسي تتمثل في البكاء او الانعزال عن العالم فقط.


"الألم العقلي أقل دراما من الألم الجسدي، ولكنه أكثر شيوعًا ويصعب أيضًا تحمله. فمن الأسهل أن تقول،" أسناني تؤلمني "بدلاً من أن تقول" قلبِ مكسور ".




المرض و الوباء عندما يقتحم الجسد، غالبا اول عملية يفعلها الجسد هي إرسال ((رسائل استغاثة)) بإظهار علامات تشير الي وجود دخيل. وبالتالي هذه العلامات والاشارات على وجود المحتل تختلف من شخص لأخر. ذات القصة في الحالة النفسية. هناك رسائل استغاثة وعلامات يرسلها الشخص للعالم الخارجي وتختلف هي الاخرى من شخص لأخر.


ولنتخيل أن دكتورك الشخصي شخص لك دور البرد الموسمي بأنه سكر او قلب وتعامل معه على هذا الأساس من علاجات وأدوية... ماذا سيحدث وقتها؟؟؟ ذات الشيء مع المرض النفسي او التعب النفسي تشخصية بالخطأ ممكن يدمر حياتك.


لبد أن نعترف أن من بيننا كثيرون يعانوا في صمت يكسر عند وقوع الكارثة. سؤالك لن يضر بل واجب عليك. فالإنسان فاشل في الكذب طويل المدى ولو لم يبوح فنبرات صوته ستبوح، ملامح وجه ستبوح بكل شيء، أفعاله ستبوح ربما أنت ستراها افعالا عادية روتينيه لكن كل فعل يستطيع أن يحمل معنيين.

 ليس كل من انعزل العالم مريض نفسي ربما هو (مخترع) او (قاتل) لكن كلاهما انعزلوا. واحد غرضه تغير العالم والأخر غرضه القضاء عليه



"الافراط في الطعام والامتناع عنه، الانعزال عن العالم او الاندماج معه، الانهماك في العمل او الابتعاد عنه، الهروب من او إلى الوحدة، كلها رسائل كالعملة بوجهين" تختلف الدوافع خلف تلك الأفعال. منها يهدف الي كل ما هو جيد، ومنها يستغيث بمساعدة.


ولكي نعرف حقيقة الدوافع علينا بالسؤال والاستفسار. فسؤالك هنا سيخدمه أكثر منك، سؤالك " انت ليه تصرفاتك أتغيرت/ ليه هاري نفسك شغل اخر كام شهر/ ليه انعزلت فجأة عنا/ ليه دائما ماسك المحمول ومش حابب تتكلم معانا/ ليه بدأت تخرج كثير/ ليه وقفت تدريب" يشبه التحاليل التي تخبر المريض كل ما غفل عنه. ومن الممكن يكون مثلك لا يعرف لما ومتي؟


أنت مسؤول عن حماية من تحب ومسؤول عن مشاركة جزء من حياتك، خط سيرك، عاداتك مع المقربون فقط حتى إذا انحرفت عن الطريق السليم، يستطيع أحد الإلحاق بك.


فبسؤالك سنعرف حقيقة هذا الانسان. اهو قاتل ام مخترع ام ضحية ام فقط إنسان زاهد عن الحياة...؟



منار صقر

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات منار صقر

تدوينات ذات صلة