"نحن لانموت حين تفارقنا الروح وحسب، نموت قبل ذلك حين تتشابه أيامنا ونتوقف عن التغيير، حين لا يزداد شيء سوى اعمارنا و أوزاننا" نجيب محفوظ
إن الحياة ذات طبيعية متغيرة ومتجددة ، والاحداث التي نعيشها في حياتنا ذات وتيرة متقلبة من حين الى حين ، لكن مع وتيرة الحياة المتسارعة اصبح من الصعب على كثير من الناس ان يجاروا هذه التغيرات
و كثير منهم يشعر انه لازال يفكر بالطريقة التي كان يفكر بها قبل ١٠ سنوات وحتى اكثر، او انه يتعامل مع الناس ويعالج مشكلاته بنفس الاساليب التي كان يستخدمها عندما كان بداية حياته ، وهذا الشعور عندما يتراكم يولد افكارا تجعلك تتسائل لماذا حياتي لا تتطور ؟ لماذا انا نفس الشخص بنفس الظروف التي جاءت معي منذ مجيئي للدنيا ؟
اليوم في هذا المقال سنجيب على التساؤل الذي يراود كثير من الناس
لماذا حياتي متوقفة ؟
- توقفك عند قصة مؤلمة حدثت في الماضي
قد تكون صدمة ما تعرضت لها في فترة من حياته
او وقع في خيانة ضربت بثقتك عرض الحائط
او اصبت بحدث جعله يفقد الاحساس بنفسك وبالمحيط
اياً كان شكل الصدمة الذي تعرضت لها في حياتك ، فإنك بشكل لا ارادي ستأخذها معك للمستقبل وستعيش بداخلك على هيئة شعور يعيد نفسه كلما تذكرت الحدث
تكرار تذكر الاحداث الصادمة واستدعاء ذات المشاعر (بدون معالجتها) يجعل من من ايامك صخرة لا تتحرك.
- جمود المشاعر !
حاول ان تتذكر متى اخر مرة شعرت بها بالدهشة او السعادة ؟ من الوارد انك لم تشعر بشيء مميز منذ مدة طويلة
قد لا تشعر بالدهشة لان الشمس شرقت اليوم ، فهذا مشهد يحدث كل يوم مالذي يستدعي ان اتوقف عنده ؟
ولم تشعر بالامتنان تجاه وجودك في العمل فهذا مكان مليء بالمتاعب مالذي يستدعي الامتنان؟
وعلى الارجح انك لم تشعر بالسعادة لانك استيقظت اليوم وفتحت جهازك ووصلت لهذه التدوينة ، فهذا حدث لا يثير الاهتمام لماذا قد تراه سعيدا؟
إن العقلية التي ترى الامور بنظرة رمادية خالية من البهجة تصنع ركود هائل في المشاعر وهذا الركود يصنع اياما متوقفة
لذلك تجد كثيرا من المختصين في تطوير الذات يشجعون الناس على الاحساس والشعور بالتفاصيل، كرائحة المطر ، وشروق الشمس ومغيبها
او استشعار القدرة على الحركة والكلام
او الحمد والثناء على النعم الصغيرة
كلها اساليب مهما بدت بسيطة الا انها تصنع فرقا شاسعا في شعورك تجاه نفسك والحياة
-" انت تصنع عاداتك بعد ذلك عاداتك هي التي تصنعك "
قد يكون السبب الاهم في توقف حياتك انك لا تحرص على تطويع عاداتك بل في كثير من الأحيان هي من تطوعك
احد اهم الاساليب التي يتبعها جميع الناس بمختلف غاياتهم ورغباتهم واهدافهم هي المحافظة على عادة واحدة على الاقل تضمن لك الاقتراب من هدفك وترفع الركود عن حياتك .
اسأل نفسك الان : ماهي العادات التي افعلها كل يوم ؟
ستخبرك الاجابة عن هذا السؤال عما اذا كان الطريق الى اهدافك سالكا ام لا
-جميع الاسباب التي قد تكون وراء توقف حياتك هي في اصلها مرهونة بالارادة
عليك النظر اولا بداخلك وسؤال نفسك عن رغبتك الحقيقية بتغيير حياتك ، من المحتمل ان السبب الجوهري في توقف الحياة هو عدم رغبتك بتحريكها !!
ليس بالضرورة ان يتعلق الامر بالظروف الخارجية قد تكون ارادتك هي الحد الفاصل بينك وبين التغيير
ولا تنسى ان الركود محطة يمر بها جميع الناس ووجودك مرتاحا فيها لا يعني بالضرورة انها فعالة ، لذلك عليك ان تتحرك متى ماشعرت بأنه ينبغي عليك ذلك، ولا تتوقف كثيرا عند نقاط الفشل فكل يوم هو بمثابة بداية لقصة جديدة انت كاتبها وقارئها.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
الهمتنى بإعادة ترتيب اوراقى والنظر بإيجابية أكثر للمستقبل