أنفسنا أيضًا لها حق علينا كأي شئ آخر، فلا بأس بتفريغ يوم واحد لتقضيه وحدك، وتعيد ترميم روحك فيه.
نحن عباره عن كتلة من المشاعر التي تحتاج الي عنايه، كتلة تتطلب القليل من الاهتمام كأي شئ آخر، واتوقع بأنها تستحق ذلك.
فبين حين والآخر كل ما يحتاجه الإنسان يكمن في البعد. في الاستقلال عن مشاعره، عن الأشخاص. عن الأماكن. عن الطرقات. عن هراء العالم والناس، يكمن في حاجته لترميم نفسه.
اننا نحتاج دومًا للجلوس مع أنفسنا والأكتفاء بنا، نحتاج لأن نرتاح، نحتاج لأن نفكر فيما تغير فينا، في عادتنا التي اكتسبناها، وفي الأشياء التي فقدنها مع مهب الريح، في علاقتنا مع الله، في العبادات التي دومًا ما كنا نفعلها والآن اصبحنا نتكاسل عنها، في كم شخص اساءنا الظن فيه، ووصفناه بشئ لا يشبه، في ذنب كنا ننفر منه واصبحنا نقع فيه، في السير وراء شهوتنا ونسيان الوعود التي قد وعدنا الله بها، فعندما تقع في ذنب ما تذكر عتاب الله لنا في هذه الآيه { أوَكلما عاهدوا عهدًا نبذه فريقًا منهم }
فكر دومًا يا عزيزي، ولا تترك نفسك للتيار، فكر في تعاملك مع من تحب، في الالفاظ السيئه التي انضمت الي كلامك، فكر ايضًا في الأشياء الجيده التي استطعت التحلي بها، في كم شخص جرحته دون قصد، وفي كم مرة صمدت واستندت علي الله فيها عوضًا عن العالم. في الأشياء التي تشعر أن وجودها يجلب التعاسه، وفي الأشياء التي لم نلقي منها سوي كل خير، في الأثر الذي سيبقي منك للعالم لو توفيت الآن ..
صدقًا، يجب أن نحظي جميعًا بيوم واحد علي الأقل كهذا، يوم نهذب فيه أنفسنا، ونعيد ترميمها، يوم نشحن فيه طاقتنا المفقودة، لنستطيع مواجه العالم من جديد.. فكما يقول أيمن العتوم في رواية حديث الجنود " نحن نحتاج إلى ترميم بين فترة وأخرى، الإنسان مادة،والمواد يصيبها التلف ما لم تُتَعهد بالعناية، العقول تصدأ، الجوارح تذبل الروح تهرم ، القلب يشيخ، والكلمات تشح،وشجرة الخلد تتساقط ورقة ورقة "
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات