لم على الإنسان أن يتبع الآخرين، وباستطاعته أن يقود نفسه

للحرِّية مكانةٌ خاصَّة للإنسان، خصوصًا حرِّية النَّفس بلا قيود،ولكن هل تعلم بأنَّ أفكارك وابداعاتك يجب أن يكون لها حرَّيةً فقط في محيط فكرك وأن تهبها اسمك وهويَّتك.

لنتعرَّف على هذا الموظَّف النَّجيب الذي أطلق عصافيره في سماء الحرِّية،وليستفيد منها كلَّ من حامت حوله،ولكنّها لم تعد له أبدًا،ما حدث مع الموظَّف النَّجيب،هو ما يحدث مع الكثير من الموظفين النُّجباء ومديريهم، يستنزفون جهدهم وأفكارهم وإبداعاتهم، في سبيل ارتقائهم مناصبَ أعلى،فلا يصعدون إلا وهذا الموظَّف يعطيهم من عصافير أفكاره،ولكن مع كلِّ ارتقاء يطمس هذا الموظف من هويَّته،ويُطلقها في مهبِّ الرِّيح،هذا يأخذه هذا والآخر يطور،وهو يظلُّ تابِعًا يستغني عن فكره وهوِّيته.

قد يلوم البعض المدراء لامتلاكهم ابداعات موظفيهم،ولكن ألوم الموظَّف نفسه الذي يهبها لهم بتفاصيلها ولا يترك لنفسه شيئًا من هويَّته.

هذه هي الحياة لتحيا، حافظ على كُلِّ أفكارك بهويتك،لا تستغنِ عنها،فمن دون ذلك ستُطمس هويَّتك ولن تُطوِّر ذاتك،فمثلما قال رينيه ديكارت"أنا أفكر إذا أنا موجود "،فلا تفكِّر لغيرك وتختفي للأبد في مهبِّ الريح.



3 4 5

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات حليمة محمد اليماحي

تدوينات ذات صلة