إذا كنت تريد الهروب من ضجيج العالم فأنا يسعدني أن آخذك معي في نزهة إلى شاطئ البحر، لن تحتاج إلى أي شيئ في هذه النزهة القصيرة سوى القليل من الخيال
تطئ قدامي رمال البحر الناعمة و تسمع اذناي صوت أمواج البحر الهائجة و ينعم بصري ببريق النجوم المتلئلة في السماء السوداء ليكتمل المشهد بنور القمر الذي يضفي هالة من الدف، و مع هدوء الأحوال و سكون المدينة في الليل ، أنعم بشعور لذيذ لا أعلم تحديدا ما هو ، لا أستطيع أن أجزم أنه ينسيني همي و لكنه الأقل يساهم في التخفيف عن الامي.
يا له من مشهد خلاب، مشهد هذه النجوم في السماء عندما تستلقي على رمال البحر ولا ترى غيرها. تغمض عينيك و تشعر بالسكينة شعور لا مثيل له ، تشعر بمعنى الحرية ممزوجا براحة البال مع الكثير من الهدوء و جرعة من السلام النفسي ، يا له من كأس لذيذ من النادر جدا ان تحصل عليه .
أشعر بعالمي الخاص حيث لا احد يزعجني في هذا المكان الرائع . لا يستطيع أحد ايجادي و كأنني اختفيت شعور دافئ و جميل بوجود نسائم الهواء الباردة تداعب شعري و أنا الان بدوري اداعب الرمال قليلا إلى أن تنبهت فجاة الى صوت عذب ، صوت شجي ، اه، نعم ،تذكرت انه اللا صوت ، انه الهدوووء ، نعم الهدوء نعمة الهية عظيمة لا يستشعرها أحد وسط صخب الحياة و متطلبات العيش و هموم الدنيا و مشاكلها ، لو يعلمون لذة الشعور بالهدوء ، فقط لو يعلمون.
أعاود المشي على رمال البحر الناعمة هذه الرمال أروع من الحرير في نعومته، و أبلل قدماي بمياه البحر الباردة و أقف ساعات ، ساعات كثيرة أفعل اللا شيء و إنما امتع بصري بالبحر و النجوم و السماء التي يتخللها نور القمر . إنها لوحة فنية الهية في غاية الجمال و الابهار لن تستطيع أن تشبع عينيك من هذه اللوحة البهية، مجرد التامل فيها يعطيك شعورا بالراحة لن تحظ بمثله ابدا . و بينما أتامل و أطرب سمعي بصوت الهدوء ، يتخلل هذا السكون صوت مياه البحر و كأنه لابد أن لا تنعم بالهدوء بنسبة % 100
ألا يكفي صوت الحياة بما فيها ؟!
ااه – تنهيدة عميقة – يا له من مكان حيث لا وجود لاناس يسيرونك او يزعجونك، او يستمتعوا بالحديث عن الاخرين و يضعوا انوفهم الطويلة في أشياء لا تعنيهم، و يحكمون عليك لمجرد مظهرك او لان فكرك لا يتوافق مع معتقداتهم و أفكارهم ، يا لهم من حكام حمقى، و يا له من مكان خلاب يجعلك تشعر فعلا أنك تملك نفسك .
أستلقي مرة أخرى على هذا الحرير الطبيعي و ابدا بتوصيل النجوم بعضها ببعض، تارة أكون قلبا، و تارة أكون زهرة و هذه فراشة او بما يشبه الفراشة لا بأس.
نظرة أخيرة على هذ المشهد المذهل و اغمض عيني الان و اخر ما اسمعه صوت أمواج البحر و اخر ما تراه عيناي هو ضوء القمر.... لأستيقظ فجاة من حلمي و اواجه الواقع المرير.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات