إنه لأمر عجيب حقا كيف ترممنا ساعات الفجر و بدايات الصباح لا شيء يعاد سكينة الفجر وما بعده.

لا اعلم حقا ما السر وراء أوقات الفجر؟

ما السر الذي يجعل هذا الوقت بالتحديد أحن و ادفئ الأوقات في اليوم؟ أنا على يقين بأن لا شيء يعادل الانتهاء من صلاة الفجر و التمتع بعدها بسكينة هذا الوقت. سكون الفجر مطمئن و يبعث في الروح السلام النفسي على عكس هدوء الليل تماما.

هذا الوقت تحديدا يجعلك تشعر أنك تملك الدنيا و ما عليها ، هذا الوقت يشعرك بأن الصباح القادم خلال سويعات قليلة فرصة جديدة للمحاولة مرة أخرى

الفجر هو البداية ليوم جديد و صباح مشرق و البدايات دائما جميلة لأنك لا تعلم ما القادم و المستقبل مبهم بالنسبة اليك فتكون البداية دائما مفعمة بالتفاؤل، في هذا الوقت تحديدا تشعر بأن العالم قد توقف و لم يبق احد على وجه الأرض الا انت. حقا إنه لأمر عجيب كيف ترممنا ساعات الفجر و بدايات الصباح.

الفجر بالنسبة لي ضماد لآلام الليل و مسكن لجراحه ، هو الدليل أن كل شيء مقدر له الانتهاء و ان هناك شيء جديد على وشك البدء ، هو الدليل بأن الحياة تستمر ولا تقف عند ظرف معين ، هو البرهان بأن عجلة الحياة تدور و لن توقفها الام الليل و جراحه التي تنهش في الفكر و الروح و العقل بوحشية. فقط الفجر هو الوحيد القادر على تسكين هذه الالام و تهدئتها.

عندما ترى خط النور الفيصل بين وداع القمر للسماء و بداية الصباح و ترى أشعة الشمس تستيقظ من نومها و تتمدد على استحياء لتتخلل السماء ،هذه هي اللحظة التي تؤكد لك أن ما انتهى ذهب و لن يعد، و أن عليك البدء مجددا، هذه الحظة التي تؤكد أن كل مر سيمر و أن ما فات رحل بلا عودة، هذه هي اللحظة التي تثبت أن لكل شيء أجل فلماذا إذا نبكي على الأطلال بدلا من التمسك بهذه البداية ؟

أعلم جيدا أنه من الصعب نسيان الألم، و أعلم أن دائما الكلام أسهل بكثير من الفعل، و لكنني أحاول جاهدة التمسك بهذه البداية، بهذا الخط الفيصل إلى أن أتعافى كليا فكما ذكرت أن لكل شيء أجل و الحياة لها أجل فلماذا البقاء حبيسة بين جدران الماضي.

فقط لو نحاول مرارا و تكرارا ولا نستسلم.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات هاجر علي حجاز 🥀

تدوينات ذات صلة