خطوات لمساعدة مقدمي الحلول التقنية في عملية التحوّل الرقمي

في المقال السابق تحت عنوان: "التحوّل الرقمي مواطئ القوة والضعف"، قمت بتسليط الضوء على أسباب فشل المؤسسات في توظيف عملية الرقمنه، وكيف أن مزودي الحلول ومستشاريهم ومحترفي البيع يفشلون في تنفيذ التحوّل الذي يعدون به. في هذه المقالة نوجّه أبصارنا نحو أربعة ممارسات يستطيع من خلالها مزودي الحلول الرقمية أخذها بعين الاعتبار ليصبحوا من أهم قياديي سباق التحوّل الرقمي ومساعدة الزبائن على تقبّله.


عزّز الوعي: واجه الخوف بالخوف


إن الوعي بعملية التحوّل الرقمي والعواقب التي قد تنتج عن عدم اللحاق بالركب هي أول خطوة لتغيير ردة الفعل تجاه هذه التكنولوجيا وأثرها على الشركات والأعمال في العصر الرقمي. الشركات التي لا تزال عالقة في أنظمة أعمال قديمة ستواجه عواقب وخيمة في حال لم يأخذوا التحوّل الرقمي على محمل الجد. لأن ذلك سيؤثر على الطريقة التي يستطيعون من خلالها الوصول إلى زبائنهم، لذا من الأفضل لهم أن يركبوا موجة التحوّل الرقمي وإلا سيصبحوا عبرة لمن يعتبر.


التعليم الجيّد: كن قائداً واصنع قياديين


هذه الجزئية هي أهم جزئية يجب أن يوليها مزودوا الحلول الذين يرغبون بترويج الرؤية الكاملة لشركاتهم أو الأعمال القائمين عليها. في نهاية المطاف يمكننا أن نتفق على أن قبول فكرة ما أو رفضها يعود لثقاقة المتلقي، وأفضل حلّ لهذه المشكلة هو بتوفير التعليم الكفؤ والعمل على صنع قياديين داخليين لقيادة نمو الوعي الرقمي لأي مؤسسة. طبقاً لتقرير أعدته شركة "ديلويت" فإن ما نسبته 70% من المشاركين من الشركات الواعية رقمياً عبّروا عن أن مدرائهم كانوا يشجعونهم للابتكار باستخدام التقنيات الرقمية، في الجهة المقابلة, أعرب ما نسبته 28% فقط من المشاركين التابعين للشركات ذات مستوى وعي أقل بالتطور الرقمي عن نفس الشعور.


خلال مقابلة عقدها "بروس روجرز" الرئيس التنفيذي السابق للأفكار في فوربس ميديا، قال مايكل غايل -الخبير الرقمي والمؤلف المشارك لأفضل الكتب مبيعاً في مجلة وولستريت: "الحلزون الرقمي"- :

"أن المشكلة الأخرى تكمن في فهم دوافع التحوّل الرقمي حتى تفهم المؤسسات بشكل أفضل أين تصُب تركيزها من وقتٍ وموارد. وأنه خلال بحثهم وجدوا أن العمل مع شركات مثل USAA وMaster Card و IBM تحدّث الجميع عن أهمية التعلّم بشكل شافي ومعرفة التقنية بشكل أوسع قبل أن يقرروا أين قد يطبقوا هذه التقنيه".

إن استخدام لغة مترجمة بشكل واضح ومفهوم مع العملاء والزبائن يلعب دوراً مؤثراً في منهجية قيادتك للعمل والمخرجات التي تستطيع تحقيقها. ما قد يفيد في هذه المرحلة هو جرعة تأثير إيجابي.


إعادة تشكيل طريقة العمل أو حتى نموذج العمل: قم بإخراج مسودة نموذج العمل الخاصة بمؤسستك!


أكبر حاجز للشركات التي تسعى للنضج الرقمي هو نقص الاستراتيجية! ولعله أكثر الأمور صعوبة وذلك لأنه يتطلب رؤى وأفكار مدروسة بشكل جيّد، وعمل أبحاثٍ كافية وفي بعض الحالات وبالأخص في حالة الحلول المعقدة العمل على الخوارزميات.ويجب تطبيق إدراة المشاريع التقنية في هذه المرحلة لأنه يساعد في تصميم اتجاه العمل.

كل مشروع تحوّل رقمي يحتاج وقتاً من ستة أشهر إلى سنة ليتم تطبيقه، إضافةً إلى المرونة وبعد النظر في عملية التخطيط نظراً لأهمية الدور الذي تلعبانه في نجاح العملية. يقول ماركوس ريو – المدير التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة Guidewire للبرمجيات:

" إن المبادئ المرنة هي المعيار القياسي الذي يحكم عملية تصميم البرمجيات، ولكن يمكنك أيضاً تطبيقها في أي وقت تحتاج فيه إلى تنسيق عمل عدد كبير من الأشخاص لإنجاز مهمة معقدة ذات أوجه متعددة خلال إطار زمني واسع."

يجب شمل كافة الأقسام خلال هذه العملية. قنوات الاتصال القوية يجب أن تكون متوافقة بين الفريق التقني و وحدات العمل. امتلاك مصادر رئيسية كافية وفريق إطلاق محترف قادرٍ على التواصل الفعّال سيؤتي ثماره.


أعطهم عجلة القيادة وقم بالإشراف: كن موجّهاً لهم بأفعالك!


لا تناولهم دفّة القيادة فقط، بل اطلب منهم أن يقودوا بسلامة وابتعد عنهم. عملية التحوّل الرقمي هي رحلة ومسيرة وليست فقط منتج أو خدمة تقوم ببيعها للعملاء، إنها سلسلة من المشاريع والمحطات التي يجب عليك مساعدة عملائك على تحقيقها.تابع مع عملائك سير العملية واعقد معهم اجتماعات تنظيمية بشكل سنوي أو كل ثلاثة أشهر، افعل ذلك واجعله جزءاً من اتفاقية مستوى الخدمة، فالعديد من مزوّدي التقنيات لا يمكنهم التنبؤ بالفرص المتاحة وراء القيام بهذه الخطوة نظراً لقصور رؤى المبيعات والاستراتيجيات.


في الحقيقة، وبعيداً عن بناء علاقة ثقة طويلة الأمد مع العميل، من الأساسي خلق فرص بيع عابر مستقبلية.إن عملية التحوّل الرقمي الكلّية ليست بعملية سهلة التحقيق وتحتاج سنواتٍ لإنجازها، أخذ زمام المبادرة الجدية يشكّل خطوة بدايةٍ عظيمة.في حال كنت مزوّد حلول تقنية أو استشاري أو محترف مبيعات تذّكر أنك سفير التحوّل القادم.آرائكم تهمّني، لطفاً شاركوني أفكاركم حول هذا الموضوع!


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات هيثم السلمان - The Mentalhead

تدوينات ذات صلة