إنني أؤمن أن الإنسان هو من يجلب التعاسة أو السعادة لنفسه... وأن أخطاءنا واختياراتنا من صنع أيدينا وليس من الله وأكدت لي الرواية هذا..

رواية "أرني انظر إليك"🌼


بداية القراءة تهت من صيغة الكتابة لم أكن أعرف الحديث المباشر موجه لي كقارئة أو لأحد أشخاص الرواية... إلى الصفحة السابعة عشر تيقنت أن الكاتبة تحدث بالفعل "مالك" البطل وعدتُ اقرأ المقدمة لتؤكد لي، مع صفحة وأخرى انتابني شعور أنني أنا من أحدثه واقص عليه حكايته فكأن الكاتبة تجعلك أنت الراوي وتجعلك جزء من الحكاية،

شاكرة لرحلتي إلى تونس في فصول الرواية الأولى حزينة على اعتقادي السابق أن الاتجاهات الإسلامية والصراع بينها وبين السلطة مقتصرًا فقط ببلدي، حتى في أحيان كثيرة ظننتُ أن كل تلك الصراعات التي مر بها البطل ليس بتونس وأن تلك القرية هي إحدى قرى بلدي من كثرة التشابه!


في البداية حاز مالك على تعاطفي من لحظة وصوله لتونس واتجاهاته الدينية واعتقالاته وسجنه..

بعد ذلك وجدت به من التناقضات ما أثار سؤالي لماذا هو كـ "رجل دين" نشأ في بيت دعاة للدين بهذا التيه والصراع الداخلي وما كل هذه التناقضات بداخله؛ يستنكر زيارة مقام أولياء الله ومؤمن أنها شرك بالله لكنه يتسلل دون أن يراه أحد ويبكي لصاحب المقام؟

يريد أن يبلغ منزلة أعلى من الملائكة ولا يتحكم ببصره وعواطفه في الجامعة؟

ثم يحاول الانتحار!

ثم تتوالى مصائبه لدرجة وصوله للشك في دينه والإلحاد ومن هنا تبدأ رحلته من الشك لليقين،

وكنتُ كلما أقدم هو على سوء يغضب الله ارفع يدي: توقف يا مالك بالله لا تفعل. حتى بغضته في لحظة ما بالضبط في فصل الضياع لم أستطع تقبله أبدا.

تداركت نفسي سريعًا بين دهاليز الحكاية ولجمت النزعة الملائكية بداخلي التي تريد ألا ترى أخطاء البشر خصوصاً إذا كانت من رجل دين ولو كان سابقاً، لا يوجد من هو معصوم من الخطأ حتى رجال الدين بشر مثلنا يرتكبون الأخطاء والذنوب وممكن أن يحيدوا عن الطريق.

ثم أدركتني الكاتبة توضح لي ازدواجية شخصيته من البداية، وللكاتبة كافة احترامي على عدم محاولتها لتجميل شخصيته أو إثارة تعاطف القارئ معه وتبرير أخطاءه ولبطل الرواية إذا كان مثل ما كتبت الكاتبة في المقدمة حقيقي احترامي على صدقه وشجاعته، لا أحد منا يستطيع كشف أخطاءه ومساوئه للجميع بهذه الطريقة دائماً ما نحاول التبرير ،،

أبكاني مالك حين كان مع شيوخه في مسجد القرية بتونس بصلاة الفجر ووددت لو أنا الأخرى أقيم الليل بخشوع كحالهم بل شعرت بنسيم الفجر يلهف وجهي.

وأخافني بل دب الهلع بي ترقبًا وهو يهرب من الحدود لكن الله كان معه حماه ونجاه بهذه الرحلة السوداء.

ورغم هذا ساوره السؤال المعتاد للبشر بعد مصائبهم لماذا يفعل الله بي هذا؟

أين الله مني؟

وابكاني في جوف الليل وأنا اقرأ أصدقائه الأربعة بل فرسانه الأربعة. وقوفهم على بابه في فرنسا حين انتابه الشك في دينه وإلحاده بعد عودته من فلسطين؛ ومحاولتهم المستميتة لرده وبقاءهم معه للنهاية رغم اصراره على الكفر..


-الهند – إندونيسيا – الصين – تركيا : رحلات مجانية على متن كلمات الكاتبة وبعين بطلها بحثاً عن ذاته وعن الله...

إنني أؤمن أن الإنسان هو من يجلب التعاسة أو السعادة لنفسه... وأن أخطاءنا واختياراتنا من صنع أيدينا وليس من الله وأكدت لي الرواية هذا..

ورأيت وأنا اقرأ رغم عدم رؤية البطل لهذا لطف الله به حين عبر إلى لبنان بجواز سفر مزيف وفي المقاومة وحين ذهب إلى فلسطين يكفي أنه لم يمت على إلحاده كما حدث لريم يكفي انه عاد لطريق الله،


كنت متيقنة أن إيمانه بالله ينقصه شيء منذ البداية توقعت هذه الهفوة منه وأنه سيقع في هوة الشك..

ما كان ينقص مالك الفطرة أننا نؤمن بالله ليس لأن الدين عندنا موروث لكن بفطرتنا.. متيقنة بقلبي أنني على صواب وأن الله موجود دون أي شك في قلبي وهذا هو إيمان العجائز.

أعتقد الرواية ستكون درس عظيم وعبرة وأمل لمن حاد عن الطريق وأجوبة على أسئلة تراودنا جميعا لكننا نخشى دائماً أن نسأل.

شكراً للرحلة العظيمة والمعان الغالية التي خرجت بها.

..

تقييمي ٩/ ١٠ لم يعجبني اسم الرواية رغم أنني بعد القراءة ربطت اسم الرواية بالمحتوى.. لكن "أرني انظر إليك" مربوط بذهننا جميعا بطلب موسى عليه السلام لذا اعتقدت وأنا اقرأ اسم الغلاف أنها قصة موسى، ولم استسيغ استخدام اية قرآنية اسماً لرواية.

🍁 fardiat

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات 🍁 fardiat

تدوينات ذات صلة