مقال نقدي يصف ويختصر ديوان وش وضهر للشاعر محمد خميس من كتابة الأديب رضا شُكر



تعد تجربة الشاعر محمد خميس الحاوي تجربة ثرية؛ تتغذى من مسارب شديدة التعقيد بدايته من عشقه لطين قريته وهيامه بحواديت أهلها، فهي مناطق الحميمية حيث يفيض بالشفافية وتبدو لغته في غاية العزوبة.


هو ذلك الحاوي الماهر الذي يخفي عن الأعين مهارته، ويحدث الأعاجيب في بساطة وبراءة. فمن أولى كلمات الديوان في إهدائه يربت على كتف المحزونين:

"إلى الحيارى الذي لم يُهدى لهم كتاب أو ديوان من قبل..."


ويبتدأ الشاعر محمد خميس ديوانه برفض اليأس و"صبر أيوب" لينهيه بنصر في معمعة الحياة يُقاس بـ "ريختر". ولذلك وأنت بين يديك ديوانه وسائر في الدنيا "بحواريها ودروبها" "وبعد حبة شوق وشروق ... للشمس من بابها..." تدرك كل الإدراك أن قصائده ثمرة صمت يفتت رأسه وأضلاعه. ولا شك عندي أيا كنت من "أي الفريقين": محبي الفصحى أم العامية ستجد ذاتك في حروفه؛ فماذا تنتظر من شاعر يرقب أسراب النمل ويسبر أغوارها إلا أن يخرج ما تخشاه بداخلك.


مراجعة ديوان وِش وضَهر  .. رضا شُكر48878685085430500



ولا يفوتنا جديد فكرته بكتابة "وش وضهر" لديوان؛ ألسنا جميعا نتخبط بين وش وضهر الحياة وأفاعليها؟ وما أروع الحقيقة حينما تتفجر وحدها، من أعماق القلب الصادق، في كلمات بسيطة وأخيرًا، "ذاك انتهاء بلاغتي" ولولا تقيد بشرط الكلام لقلت – فما يحق لي أن أنظم بعد ما نظم شاعرنا – ألاف من صفحات الحديث.

مراجعة ديوان وِش وضَهر  .. رضا شُكر34225505253754540




جاء الخيال في الديوان خيالاً مدهشًا ومعبّرًا عما يجول بداخلنا، ويستوقف عيوننا وينبه عقولنا. تارة نحلق فى الأفق وأخرى نسير في الشوارع ونعرج على الحواري والأذقة. وجاءت اللغة مؤكدة الرابطة الخفية بين الشاعر والمتلقي، بسيطة وخفيفة على السمع والنطق. فاللغة – هنا – فاكهة النص وحلوى القراءة. وفى مزيج جميل يخرج لنا الشاعر من حاويته نصًا حياتيا بكل معاني ودلالات الكلمة.


مراجعة الكاتب #رضا_شكر

لديوان #وش_وضهر



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

تدوينات من تصنيف محتوى أدبي

تدوينات ذات صلة