تمر السنوات دون وقوفنا دون وعى مننا او اهتمام لكن هذه السنة كانت مختلفة لى

اللهم مُستقرٍ بعد طـــــــــول شَتات ..

هذا أول ما دَعوت بِه الله فى هذه الليلة . ليلة منتصف جمادى الاول .. من هنا لاحظت إننى فى صراع دائم مع ذاتى , حول الصواب و الخطأ ، المناسب و الافضل ، الوحدة و الاندماج ، السكوت و المواجهة ، الصدق و النفاق .. يا الله ما أكثر ما افكربه و ما أقل ما افعله .

فا تارة أُراجع كل ما مضى من حياتى من افعال و قرارات و اشخاص و تارة اذهب بمخيلتى للبعيد جدًا حيث لا حدود لافكارى و طموحى و فترات كثيرة افعل اللاشئ ، اتصفح هاتفى و اتابع المشاهير و قناوات اليوتيوب و الدراما التليفزيونية العربية و التركية و الكورية ..

اتأرجح بـ هواياتى تارة يَغمرنى الشغف بالتصوير و احيانًا بالرسم و احيانا الكتابة .

ثم ماذا ؟

ثم اصبحت شغوفة بتجربة الاشياء التى اراها فى هذا الهاتف الصغير .

صباحات القهوة و فيروز ، البحر ، المقاهى العامة ذات الاسامى العالمية ، الحلويات و المأكولات الغارقة بالجبن ، التنزه فى الاماكن المشهورة و التقاط الصور ، مشاركة فنجاجين القهوة و الشوكولا و الكتب و اكواب الشاى و ادوات الرسم على الصفحات الشخصية

هل هذا حقًا ما أود أن اجرِبه ؟ هل هذا إسلوب الحياة المناسب لى ؟


لم اكن اعلم و لكنى جربت كل ما سبق . و المفاجأة هنا اننى لم اكن اشعر بشئ ذو معنى قوى . فى صباحات القهوة كنت اقوم بتحضيرها و التقط الصور و اكتب فى مكان الوصف و اضغط زر النشر لينتهى بى الامر الى ان أشرب قهوتى بادرة و لم اسمع من صوت فيروز الا اللحن فى اخر الاغنية الثانية لم يكن تركيزى حاضر لكى أعيش اللحظة بالفعل ، عندما ذهبت الى البحر بعد اشتياق دام لاكثر من سنتين كان انبهارى ب اول 10 دقائق فقط و بعدها التقط بعض الصور و جلست شاردة لا اعلم ماذا افعل او فيما افكر ها هو البحر لماذا لست سعيدة كما تخيلت من قبل ؟ لا انكر اننى فى اليوم التالى عندما استيقظت كان تنفسى عاد احسن بكثير جدا لبعدى عن المدينة و عوادم السيارات و الادخنة .

و فى ذلك اليوم حينما دخلت الى احد الكافيهات المشهورة وحدى و جلست اطلب ما طاب لى و التقطت صورته و شاركتها لم اجد ما افعله سوا تصفح الهاتف و الاحساس بالغربة و الانتظار لانتهى من كوب القهوة حتى اعود للمنزل بعد محاولة الترفيه عن ذاتى التى كان من الممكن ان افعل كل ما فعلته فى المنزل .


ثم ماذا حدث . توقفت برهة كان هذا فى منتصف عام 2020 التحقت ب اكثر من اربع دورات يتحدثون عن الذكاء العاطفى و المشاعر و الخطط المهنية و كيفية انشاء اسرة و هذا بجانب انضمامى لمنصة ملهم فى الربع الاول من العام . و انضمامى لعمل فى مؤسسة تدعم تربية الاطفال بطريقة صحية فى اول العام .


فماذا غير هذا بى ؟

يا الله ! الكثير من الاشياء اولهم علاقتى بنفسى .. و هذا واضح من شرح جل ما سبق فأصبحت اكثر وعيًا من ذى قبل ، أصبحت أعلم ما الذى يسعدنى و ما الذى انا فى غنى عنهُ . ما الذى يُدخل الطمأنينة على فوادئ و ما الذى يُثقِله . اتضح لى الكثير من الاشياء عن نفسى

إكتشفت انه يسعدنى الاستيقاظ دون إمساك الهاتف ، يسعدنى لحظات العائلة حين يكونوا بحال جيد بعد تناول وجبة طعام شهية و احتساء مشروبهم المفضل و انتهائى من اخر طبق فى غسل الصحون و سماع تلك اللجملة اكثر من عشرات المرات فى اليوم " تسلم ايدك " ، و ايضًا يسعدنى مشاركة اطفال العائلة لى احاديثهم التى لا يهتم لها الكِبار كأن بطله المفضل فى كارتون ما اصبح افضل او من يتابعونهم على اليوتيوب قاموا بمشاركة فيديو جديد و حماسهم الشديد عند سماعهم هيا لنلعب او لنشاهد فيديوهاتكم المفضل ، اكون سعيدة اكثر فى الصباح ولا يستهوينى السهر و احب التفكير المطول و استخراج المعنى من كل شئ يحدث حولى .


ثانيًا علاقاتى بالناس .. الاشخاص الذى لا يتعدوا ال 10 اشخاص الذى اهتم لامرهم حقًا او يهتموا هم لأمرى لان يحدث لبس عند قول كلمة "الناس" كا انسانة عادية من يعرفونى لا يتعدوا ال 300 شخص من اصل اكثر من 7 مليار حول العالم منهم تعامل بشكل مباشر 50 منهم المقربين 10 و الذين يرونى ب استمرارعائلتى ! فلا وجود لكلمه الناس . و لكن يوجد الله وهو الحق و تعلمت ان اعامل من اعاملهم بحضور ان الله مطلع على .

اصبحت يقظة لكى لا أظلم أحدًا و أمد يد العون لمن يريدها و على الصعيد الاخر تعلمت قول لا ، لا لتلك العلاقات التى تستنفذ الطيب فينا دون ادراك ، من صفات المؤمن القوة و من علامات القوة التخلى فى سبيل الله ، تخلى عن من يؤذيك او تؤذيه عسى الله ان يبدلكم خيرًا.





ثالثًا علاقتى مع الله .. دعوت الله كثيرًا ان يهدينى و يثبتنى على الطاعات و حبها و ان يرزقنى الصُحبة الصالحة و قد استجاب الحمد لله اسأل الله لى و لكم الثبات و حُسن الخاتمة و الفردوس الاعلى ، اصبح بداخلى يقين تام ان الله مالك كل شئ خالق كل شئ ، الله هو الذى يرزقنا ذِكره و يرزقنا حُسن عبادته و طاعته . نحن لا نملك من امرنا شئ ..



و اخيرًا تعلمت ألا أكون أسيرة لاى مدخلات . ان اصفى اولًا ثم أقرر ، أن أتعلم ، أن أنتقى المقربين ، ان افصل بين مشاعرى اتعامل مع كل شعور على حدا . أن جزاه الصبر جبر .


و ان ابدأ من جديد ان اكون انا "ذاتى الحقيقية" دون لمسات اضافية من الاخرون و ها هو مقالى الثالث على مُلهم مصدر إلهامى الاول لتأكيد العودة مرة اخرى للتدوين . و هذا كان جزء مما علمنى اياه الله فى هذا العام .


فـ ماذا تعلمت انت ؟





ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

عشت كل كلماتك وي كأنك تتحدثين عن صراعاتنا كنفوس بشرية .. أتدرين ! بدون مجاملة ..
ربي يضع في طريقنا أناسا من الجنة .. حتى يلهموننا ذاتنا الحقيقية .. ينظرون إلى الداخل بإنصاف .. أحببت كلماتك وعام جديد هو جديد فعلا بوجود الملهمين مثلك معي .. عام جديد متجدد بأفكارك بجمال روحك بعقلك بكل الطيبين الذين هم حولك .. أتعلمين .. كانت القهوة الباردة التي أصورها وأنا لا أعلم من يتابع ومن يقرأ لا طعم لها .. ولكن للحظات أحسست بطعمها الحقيقي حين أتذكر أنها هواية مشتركة بيننا .. أصبحت وإن لم أصور تلك اللحظة .. استشعر بداخلي أنك معي يادنيتي .. ولو لم نلتق ولكني التقيت والتقي روحك كل يوم .. كل عام وأنت كل جميل في الدنيا ودنيتي ويجمعنا في الأخرى بقولنا "اللهم" .

إقرأ المزيد من تدوينات إليك , بقلم دنيا ابو زيد

تدوينات ذات صلة