كيف تُعد حصّة صفيّة ممتعة وعن بعد

التّعليم عن بعد أمر لابد منه لذلك عليك كمعلم أن تتقن فنّ التّواصل وأن توظف استراتيجيات التّعليم المختلفة لإيصال المعلومة بطريقة سهلة وممتعة .

تعد أزمة التّعليم عن بعد هي من أكثر القضايا المطروحة حاليًا وخصوصًا بعد انعدام البيئة التّعليميّة الحقيقيّة ، والاضطرار للتعلم عن بعد والجلوس لساعات طويلة خلف شاشة الكمبيوتر دون أيّ تواصل مادي حقيقي فقط صوت وصورة .

يكمن الفرق الحقيقي بين 45 دقيقة في الواقع و 45 دقيقة في التّعليم عن البعد أو ( التّعليم الافتراضي ) أن الحصّة في الواقع تمر بسرعة بين الأنشطة المعدة من المعلم ، ولحظات الحديث الجانبي بين الطّلبة والتهيئة للحصّة ، وحلّ بعض المشاكل الصّفية وحتى بكل هذه التفاصيل تكون ممتعة للطّالب ، تشير الدّرسات أن الوقت التّعليمي الفعليّ في الغرفة الصّفية يكون بين (15 – 20 ) دقيقة فقط وباقي الوقت يكون تفاعل بين الطّالب والبيئة المحيطة ، لكن التّعليم عن بعد يكتسب طابعًا من الجمود و البعد عن الحياة .

بناء على ماسبق هنالك بعض الطرق الّتي لابد من وجودها عند إعداد الحصّة أو المحاضرة عن بعد هذه الطّرق أو الاستراتيجيات تكون مجدية للمعلم أو للمحاضر الجامعي .

أوّلا : قمْ بالإعداد المحكم للحصّة :

وهذا يعني أن تكون قد صممت الحصّة بشكل مثمر وممتع لكل دقيقة من خلال وضوح الهدف وتقسيمهُ إلى أقسام ، لاتقع أبدا في خطأ الكمْ بأن تغطي فقط المادة دون الاهتمام بتمكن الطّالب من المادة أو تحقيق الهدف ، لابد من الإشارة أن التّعليم عن البعد يحتاج إلى جهد مضاعف في إيصال المعلومة وتحقيق الهدف وذلك لأن الطّابع السائد في التعليم عن بعد هو ( المجرد ) لذلك عليك أن توصل الهدف بشكل نوعيّ وتتأكد من فهم الطّالب من خلال التّقييم المستمر خلال الحصّة وبعد الانتهاء منها .

ثانيا : وظف حاستي السّمع والبصر:

يقعُ على عاتق المعلم أن يوظف حاستي السّمع والبصر لدى الطّالب لأنها المستقبلات الفعليّة لديه خلال هذه المرحلة من التّعلم ، لذلك عليك اللّعب بصوتك أثناء السّؤال أو القراءة وتشويق الطّالب من خلال استخدام أسلوب القصّة أو الحوار و إعداد مادة تعليميّة مصممة بطرق ذكية واستخدام برامج مثل (powerpoint – word-movie maker) لإعداد الحصّة وكذلك إضافة الصّور ، استضافة ضيف خلال الحصّة ، عمل مقابلة وتسجيلها يقوم بها أحد الطّلبة وعرضها على زملائه ، استخدام خلفية شاشة مريحة ومناسبة للطّلبة إدراج فيديوهات وألعاب على المادة التعليميّة حتى تكون ممتعة وشيقة اطلب من الطّلبة مقترحات لتساعدك كمعلم على اعطاء الحصّة بطريقة مناسبة لهم كلفهم بلعب دورك أثناء الحصّة بإعطاء تغذية راجعة عن ماسبق من معرفة .

لاتلعب أبدا دور الملقن الملل هذا أسوء شيء تفعلهُ بحق التّعليم

ثالثا : إياك أن تفقد انسانيتك :

كثير من المعلمين يعتقدون أن التعليم عن بعد ، هو أداء لمهمة مملة بالنسبة له و لإنجاز كم من التعلم على اعتقاد أن العملية التعليميّة هي كم لابد من انجازه فقط لذلك تراه بعيد البعد عن سؤال الطّلبه عن حالهم ؟ عن ماذا يفعلون خلال يومهم ؟ ماهي الأنشطة التي يقومون بها ؟ وتكمن الكارثة بأن المعلم يلعب دور الريبوت فلا يتفاعل مع الطّلبة خلال الحصّة ولاينادي على أسمائهم ، إن نجاح التّعليم عن بعد يكمن في تفاعلك مع الطّلبة والاطلاع على أحوالهم والاهتمام بهم أن يكون لديك فنّ التّواصل اجعل من الدّرس مكالمة هاتفيّة مرئيّة ممتعة ينتظرها طلبتك .

رابعا : تمتع بحسّ الفكاهة :

قليلا لكسر الجمود المتمثل في مثل هذه الحصص اكسر روتين الحصّة بشيء من الكوميديا المرتبطة بالدرس ( مثل شعبي – قصّة مضحكة – حادثة لها علاقة بالدرس – فيديو مضحك ) والسّبب في ذلك أن الضّحك والاستمتاع يبني لدى الطّالب تجربة ممتعة تحمسهُ لحضور الحصّة وتكسر الجمود وتنشط الذاكرة ، هناك الكثير من الدّراسات الحديثة التي تتبنى نهج العلاج السّلوكي بالضحك و الفكاهة لأنه يحسن المِزاج ويؤثر بشكلٍ إيجابيّ، ويكون مسارارت نشطة في الدّماغ وتساعد على الحفظ .

خامسًا : اربط الدرس بالحياة الواقعيّة :

في بداية كل حصّة اسألهم عن أحداث حدثت في البلد أو المنطقة التي يعشون فيها ، اسألهم عن التّاريخ و اليوم ، هل يوجد هناك حدث مهم وقع في مثل هذا التاريخ ؟ عيد ميلاد منْ من طلبتك ؟ اظهر اطلاعك على الأخبارالعالميّة والمحليّة ، وحفز الطّلبة على البحث عن أخبار ايجابيّة ومشاركة زملائهم بها ، احضر دائما معك قائمة بأسماء الطّلبة واحرص على أن تكلفهم أو تسألهم خلال الحصّة جميعًا ، لأن هذا الأسلوب يوحي للطّالب أن يبقى على استعداد لدوره ، عزز الطّالب الباحث والمطلع وافتح مجالًا للنقاش الموجه.

في نهاية هذا المقال أودّ التّنويه أن المعلم الناجح هو الذّي يحب مهنة التّعليم يطور من نفسهِ وقدراتهِ ، المعلم الانسانيّ التّفاعليّ الذّي يراعي حاجاتِ طلابه حتى وإن كانت طريقة التعلّم عن بعد ، مهما كان التّعليم عن بعد طريقة صعبة ومجهدة للطّالب والمعلم لابد منها خصوصا في الوضع الرّاهن أو حتى في المستقبل ، ولا يعني هذا استمرارها ولايغني عن التّعليم في البيئة الحقيقية ، لذلك عليك أن تحاول بشتى الطّرق حتى يستفيد طلبتك من هذه الطّريقة ويستمتع بها لأنك ستبذل جهدًا مضاعف عند عودتهم واكتشاف أنك أهملت تحقيق الهدف واهتممت بالكم فقط ، ولاتنسى أبدا أن هناك الكثير من الطّلاب يقومون بهذه العملية من التعلم لوحدهم بعيدًا عن والديهم لإنشغالهم بالعمل ، لذلك ضع نفسك مكان الوالدين اللّذان سيتحملان عبء عملك الكميّ وليس النّوعيّ .