نحن بحاجة إلى زرع الحب والتأثير في قلوب أطفالنا لأنه ماسيبقى لنا ، أولادنا أولاد الحياه علموهم أن يعشوها بشغف

الطّفل التّعيس

الطفل التعيس هو ليس ذلك الطفل الذي يعيش قي بيئة فقيرة أو المحرومة أو يقبع في ظروف عالمية في منطقته من حرب أو ظلم أو فساد هذا الطّفل تعيس بسبب الظروف التي في كثير من الأحيان يتعايش معها ويتحدها لأنها فرضت عليه ، ولا تقتصر التعاسة على الجانب المادي أبدا هناك أطفال تعساء بفعل أيدينا ـ وبفعل بعض الممارسات التي تجعل منهم تعساء رغم توفر جميع الحاجات الأساسية لهم من تعليم و صحة و طعام جيد إليكم بعض الأسباب التي تجعل الطّفل تعيس .

- عدم الاهتمام بالطفل على الصّعيد النفسي من خلال تدريبية وتعليمية عن مشاعره وأسبابها ، سبب حزنه وألمه أو فرحة أو حتى خوفه و غضبه ، عندما لايعي الأطفال مشاعرهم لن يستطيعوا التّعبير عنها وبتالي ستكبت هذه المشاعر ويصبح من الصّعب فِهمُها أو حتى فهم السياق الاجتماعي الذي يحتم علينا التصرف خلاله بطريقة مناسبة .


- التعويض هي من الجرائم على صعيد التربية ، التعويض المادي أو العاطفي الزائد نتيجة لغياب أحد الوالدين بسبب العمل أو السفر أو الإهمال والانشغال بتحقيق الذات ، تشير الدراسات الحديثة أن معدل غياب الأمهات عن أطفالهن يقارب أو يماثل غياب الأب وخصوصا بعد تمكين المرأة واستقلالها المادي ، لذلك تجد الوالدين يعوضون هذه الساعات بكمية من المشتريات أو الخروج أو الألعاب أو نوبات من العاطفة الفياضة التي لا يفهمها الطفل ، هذه الممارسات ستبني شخصية طفل لا ابالية فوضوية عمياء البصيرة متخبطة المشاعر اتكالية يائسة ، لأنه لايدرك قيمة الأشياء حولة قد تعود على وجودها ووفرتها


- عدم وجود والدين مؤثرين وهذه النقطة تابعة لما سبقها كثيرا من الأباء والأمهات ، يفتقدون التأثير المعنوي والفكري للطفل ، دائما ما يكون في حياتنا شخص مؤثر وملهم على صعيد العائلة ، و نتيجة للانفتاح الكبير في العالم أصبح التسلط والسيطرة الوالدية هي أسهل الطرق لضبط الانفتاح الذي نعيش فيه وأقصر الطرق لهم ، دون بيان السبب لأطفالهم فتراهم يمتنعون عن فعل بعضِ الأشياء خوفا وليس حبًا أو يعاندون ويفعلون ما هو ممنوع تحدى ومعارضة لوالديهم و عقابا لهم على إهمالهم وسيطرتهم .


- الأطفال الذين لا ينعمون باستقرار وحب بين الوالدين هم أطفال تعساء يفتقدون العاطفة ، لا تعتقدوا أبدا أن الأطفال لايفهمون طبيعة العلاقة بين الوالدين التي تسودها الشحناء أو الحقد أو الكراهية أو التنافس أو إثبات الذات و حتى مصلحة للأسف أو أن هذه العلاقة هي تحصيل حاصل وأيام ستعاش وإن كانت مخفية ، كثير من الأطفال الذين يعانون من صراعات عاطفية ومشكلات أكاديمية أو نفسية هي نتيجة لرؤية العلاقة الغير صحيّة بين الوالدين ، الأطفال هم صور لنا ونحن لا نعلم يمتصون ويتأثرون بشخصياتنا لذلك لاتتصنعو أمامهم لتفاجؤهم بقساوة الحياة لاتتصنعو الحب والعاطفة .


-المقارنة المرضية الأباء والأمهات يجعلون من أولادهم أداة لتحقيق أهدافهم فتراهم يمارسون أبشع الطرق التربوية النفسية التي تكمن في حث الطفل على أن يكون نسخة من طفل موهوب أو من قريب مبدع والأبلى والأمر المقارنة بين الأخوة وأولاد العمومة ، وتكون الكارثة عندما يكونون في نفس الحيّ أو المنطقة أو المدرسة ، هناك فرق بين أن نحب أولادنا كما هم أو نحبهم لشروط ونجبرهم على أن يكونوا الصورة التي نريدها نحن .


- عندما نتحدث عن عيوب اطفالنا أمامهم أو أمام أصدقائهم أو بعض الأقارب ، كثير من الأباء و الأمهات ينسون أن هؤلاء الأطفال يتأثرون و لاينسون فتراهم بطريقة غير مباشرة يتحدثون من باب الشكوى أو البحث عن علاج عن بعض العيوب أو المشاكل أمامه على أساس أنه لاينتبه أو يلعب لكن أنا متأكد أنه حفظ كل كلمة وسَيسمَعُها في عقله كل يوم حتى تصبح قناعة وتتفاقم يوما بعد يوم


دعوا أطفالكم يجربون ويكتشفوا مايحبون ويشاركوكم بها دعوهم يحتاجون حبكم وحنانكم ونصيحتكم الحب هو غريزة فطرية وضعها الله في القلوب ❤❤

يقول جلال الدين الرومي " عليك أن تعي أن الحب و التأثير الذي يضعه الله في القلب لا ينزعه إلا هو ، لا غياب و الاعتياد أو مسافات تستطيع نزعه ، حتى الخذلان لايفعل "علينا أن نكون مؤثرين محبين أن نعلمهم أننا نحبهم كما هم ونعبر عن مشاعرنا لهم ، وأن ظروف الحياة تجبرنا على خوض ظروف استثنائية تأثر عليهم ولكن لاتغير مكانتهم في قلوبنا وعيوننا لابد أن تكونوا القريبين البعدين .


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

مقال رائع جدا..وكلام جميل..حقيقة هذا ما يجري معنا كاباء ونحن غير مدركين له .ونعتقد ان الحنان يعني المادة .أحسنتي دكتورة روان...في الطرح..والى الأمام دائما.

فعلا الماده مش سبب للسعاده الأطفال.. الحنان والحب هو المقياس الحقيقي

إقرأ المزيد من تدوينات د. روان عدنان ابداح أفكار قلبية 🧠💌

تدوينات ذات صلة