نبتة تنمو في قلب الصحراء تكسوها الاشواك وتنمو الزهور على اطرافها.. الصبار صار اشبه بما يجب ان يكون عليه الانسان في ايامنا هذه.
كم مرة خذلت..؟
كم مرة شعرت أنك في مكان خاطئ وسط أناس لا يستحقون وجودك..؟
كم مرة تحاملت على نفسك ومررت العديد من المواقف التي لم يكن من المفترض أن تمر..؟
كثيرا أليس كذلك..؟ اشخاص كنت تظنهم مقربين إلى حد الالتصاق ولا تقوى على تمرير يوم من حياتك بدون وجودهم أو مشاركتهم أحداثه آذوك ولم تقوى على رد الأذى عليهم؟
الخذلان هو أقسى شعور قد يشعر به المرء.. لم تسمح لمن ذو قيمة ومن لا قيمة له أن يتلاعب بمسارات حياتك ونظامها؟ لم تشركهم في أخاذ قراراتك وهم لا يستحقون..
أكثر ما قد تجده منتشرا على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا هو الحديث عمن خذلوهم أو شعورهم حينما خذلوا من أقرب الناس إليهم.. لكن هذه طبيعة الإنسان دائما يتقرب ممن يعرف أنهم سيؤذونه في نهاية المطاف أو كما يقال في المثل الشعبي "القط يحب خناقه"
صحتك النفسية لن يهتم بتحسنها أحد غيرك فحاول التغاضي عن ما يزعجك قدر استطاعتك ولا تلتفت لمصدر الإزعاج فهو في البداية والنهاية مجرد هراء " لا يقدم ولا بيأخر"
أسع للتكيف مع أحوالك مهما كان شكلها واطمح دوما في المزيد ولو كان بأقل الإمكانيات.. نبتة الصبار نبته ملهمة لذا فقد اخترتها كمثال لما أسعى إلى إيضاحه في هذا المقال..
في قلب الصحراء القاحلة وتحت أشعة الشمس الحارقة والرمال الجافة ينبت الصبار في ظروف لا يوجد أقسى منها.. نبات أخضر اللون رغم قلة الألوان من حوله.. ينمو بأقل كمية من الماء قد تصل إليها جذوره.. بالفعل يملأ الشوك جل أجزائه لكنها خلقت لحمايته في بيئته الصعبة حتى لا يكن سهل المنال ولم تخلق لإيلامه.. رغم قسوة أشواكه الخارجية الا انه هلامي القلب رقيق وشفاف ولين غير صلب عكس كل ما في الصحاري.. برغم بيئته المتوحشة إلى حد كبير الا ان الأزهار تنمو على أطرافه.. هو وحيد وبعيد لكن من يقترب منه يعرف مغزاه من الاقتراب يعرف أنه يريده ولا يريد سواه لم يأبه لأشواكه بل ما شغل باله هو جمال جوهره وفوائده التي لا تعد ولا تحصى..
لتحذر ممن يقترب منك أو يعبر أسوار حياتك عليك أن تضع حدودا وعلامات حمراء كأشواك الصبار صلبه ومؤلمة ولن يقترب منها إلا من يعرف مراده وعاقبة مجرد التفكير في خذلانك..
باختصار كن صبارا تعش سعيدا.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات