في زمن أمسى فيه المجتمع غاصاً بالمادة والإهتمام بها بشكل مفرط دون إعطاء الفرصة للذات بأن تدخل عالم المعنى وتكتشف أرجائه

تعود بي الذاكرة إلى بداية شهر رمضان المبارك كيف كان الناس يهرعون إلى الأسواق للتبضع و شراء ما تحتاجه أبدانهم من الأطعمة حتى أصبح الأمر أشبه بسباق يتنافسون فيه لتأمين أكبر قدر ممكن من الغذاء على رغم من توفر الأخير بحمد الله وبكثرة.

وها نحن اليوم بعد توديع شهر رمضان المبارك أهملنا سباق أكثر أهمية وأشد حاجة إليه في ميدان الحياة، سباق يتنافس فيه الجميع لتغذية أرواحهم والتزود من الضيافة الإلهية التي أعدها الله عز وجل لتكون متاحة لكل من يطلبها، لكن أن تعترف بالتقصير خير من التبرير ومحاولة إيجاد المهرب من تأنيب الضمير بإستعمال كل الوسائل التي تجعل الإنسان غارقاً في بحر الضيق والإرهاق.

ولأن البدن هو قالب للروح التي تحرك الإنسان وتبث فيه الحياة، كان علينا الإلتفات الى ضرورة العناية بالروح وعدم تقييدها بقيود المادة التي تزيد من غلظة الروح، فمع إزدهار الروح يزدهر البدن ويسكن، وينطلق الإنسان في مسارات الحياة مليئاً بالأمل والطموح و متشبعاً بالطاقة والحيوية.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

تدوينة جيدة...... شكرا لك

إقرأ المزيد من تدوينات علي الزبيدي

تدوينات ذات صلة