ماذا ان وجد العلماء اكسير الحياة وطال عمر انسان وصار المتوسط تسعين عاما بدلا من ستين؟

هل فكرت يوما في ماهية الحياة ومغزاها؟ هل حاولت اكتشاف نفسك وميولها..؟ كثيرون يبحثون لأنفسهم عن هدف في الحياة.. في الوصول للنجاح في تحقيق أحد الأهداف، في تحقيق الشهرة وصعود سلم المجد وغير ذلك من أحلام الناس الطبيعيين.. المسالمين.. الذين يخشون الصراع وأكبر مخاوفهم هو الظلام.


لكن ماذا عني أنا؟ هل أنا من أولئك الناس؟ الإجابة بكل بساطة هي لا.. لست مؤمنا بأن الهدف الأسمى للحياة هو المال والسلطة..


لا أستطيع إنكار انها اخيارات تخطف البصر والبصيرة لكنها تسرق العمر كذلك.. أناس ينفقون أعمارهم في جمع المال بحجج واهية -تأمين للمستقبل، إعمل في اليوم الأبيض تنجو في اليوم الأسود!، عندما أهرم أجد ما استند عليه- وأشياء أخرى من هذا القبيل.. لكن لا وجود للحقيقة بين هذا الهراء.. الحقيقة هي أن خوف الإنسان من المجهول يجذبه إليه وهو في منتهى اللذة فرِحاً بسقوطه في الهاوية..


هل تساءلت مسبقا عن سبب بحث العلماء عن إكسير يطيل العمر ويحفظ الشباب؟يبحثون عنه لنفس السبب –جشع الإنسان في جمع المال- ماذا سيتغير أن أصبح متوسط عمر الإنسان العادي تسعين عاما بدلا من ستين ؟ الإجابة هي لا شيء.


ألا يقدر الإنسان تحقيق أهدافه "متناهية الأهمية" في ستين عام فقط؟ لن يتغير شيء إن وجد إكسير الحياة وأطال حياة الإنسان للأبدية حتى.. كل ما في الأمر أن مدة تعثره وإرتكابه للأخطاء ستطول لا أكثر ولا أقل، لكن الإنسان يعشق أن ينسى وجوده في ملذاته.. الإنسان هو أكبر عيوب الدنيا.. ولن تتعافى من شره إلا بالتخلص منه نفسه "بالقضاء عليه".


ضاع الإنسان في ركضه خلف شهواته ونسي مغزى وجوده في الدنيا بل وأصبح يقوم بالضد.. يبدع في هدم الدنيا والأرض بدلا من أعمارها.. فهل من العدل بقائه لمدة أطول فيها باختراعه لأكسير الشباب..؟


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات داليا أحمد

تدوينات ذات صلة