رسالة من البحر

كنت شاهدا على الكثير من الموقف منها السعيد المصحوب بضحكات عاليه ومنها ذو اللون القاتم

حياة الناس كموج البحر.. بعضها عال كالجبال وبعضها الآخر هادئ كنسيم الربيع الرقيق..

تتلاحق مشاعر الإنسان وتتلاطم فيما بينها من فرح لحزن لضحك وبكاء.. يصعب فهمها وتفسيرها

الحياة خارج التوقعات وبعيدة كل البعد عن أي خطط توضع..

وها أنا ذا أستطيع أن أقص عليك قصص لحياة الإنسان وقدرته على تبديل مشاعره في لحظة.. القصص لدي لا حدود لها مثلي تماما.. أثور وأعلو ويتلاطم موجي ثم يهدأ ويروح ويأتي في هدوء.. رأيت كل موقف حياة الإنسان..أجل إنني أكثر من استمع للناس في بكائهم وأفراحهم وصرخاتهم وضحكهم وسمرهم وغناءهم ولهو أطفالهم..

دائما أكون موجودا .. كنت شاهدا على الأطفال ذوي الضحكات الصفية الخاطفة للقلوب..وكنت مهربا لمن لا مهرب له ..

شردت نظرات الناس وضاعت بين أمواجي .. وفي أعماقي رمى الناس همومهم .. كانوا ينثرونها عن قلوبهم ويبدؤون من جديد بعد تركهم لمكاني .. وكأنني قد بثثت فيهم طاقة لإكمال الطريق ..

لا أشعر بالضيق أو الضجر لكوني ثابت في مكاني لا يمكنني التحرك ..

كل قطرة من مياهي اختلطت جزيئاتها بدمع الحزن ودمع الفرح .. وقد تكون اختلطت بدماء أيضا .. قد تجد في أعماقي رسائل من أحد الأشخاص إلى من يحب لم يرسلها لخوفه من رد الفعل أو لخجله من البوح بمشاعره ..

تتضارب مشاعر الإنسان كلها بداخلي .. أنا الشاهد الصامت على هذه المنطقة منذ أن خلق الله عز وجل الأرض والى ان يرثها ..

أنا البحر ذو الموج المتضارب ليل نهار .. المعروف بمده وجزره .. انا من يثور ويهدء في جزء من الثانية مثلي كمثل الناس .. ارى واسمع وأعي كل ما حولي لكني احتفظ بردودي في أعماقي فقط..لذي يقدر الناس على البوح لي بأفراحهم وأتراحهم دون تردد ..

سأظل رغم كل الهموم الموجودة بين أحضاني مصدرا للتفاؤل واعادة الطاقة للذات وترميم كسور القلب والروح.