تتقلب ردود أفعلنا على مواقف الحياة اليومية بين الأبيض والأسود فما هو لونك اليوم؟

قرأت مؤخرا جملة تقول "مسيرة نجاحك تنتهي عندما تظن أنك الأفضل" فتوقفت عندها متأملا في مغزاها وجانبها المستور.. وتساءلت هل الهدف منها هو التحفيز والدعم وجعل قارئها يستمر في المثابرة وعدم التوقف عن الطموح والاستمرار في الحلم بالأفضل.. أم أن ما خلفها هو تسليم باستحالة الوصول للكمال ورسالة مستترة تنم عن إحباط صاحبها لفشله في الوصول للأفضل؟


أم أنه يرى أن "الأفضل" هو قيمة مجردة يستحيل الوصول إليها كقيم الخير لدى فلاسفة الإغريق؟ أم يقصد أن الإنسان عندما يظن أنه قد وصل إلى مسعاه يكف عن بذل الجهد في سبيله فتتعثر قدماه ويسقط للسفح بعدما كان على القمة؟


إفتراضات لا حصر لها يمكن طرحها في إطار البحث عن المغزى الحقيقي من تلك الجملة ومعرفة جانبها الخفي.. تختلف الإفتراضات من شخص لآخر ومن موقف ووقت تفكير وحال ذهنية لأخرى.. وذلك إن دل على شيء فسيدل بكل تأكيد على سرعة تغير الأفكار وأساليب طرحها وتناولها لدى الشخص الواحد في المواقف المختلفة..


قد تكون شخصا كارها للعنف بشتى أساليبه واستخداماته لكنك في أحد المواقف قد تغير تفكيرك واستجابتك له إن مس موقف إحدى قضاياك وأفكارك الحساسة مثل معتقداتك الدينية مثلا.. وقد تكون استجابتك أقل حدة وضراوة إن كانت القضية الملموسة قضية ثانوية.


ألم تتعجب مسبقا من رد فعلك في أحد المواقف وتساءلت لم تصرفت هكذا وما الذي دفعني للتصرف بهذا الشكل؟ أوقن أن الإجابة التي راودتك الآن هي "كثيرا"


تختلف العوامل المستندة إليها استجاباتنا وردود أفعالنا اليومية تجاه الأحداث فمنها ما هو خارجي ومنها ما هو نابع من أعماقك.. يتأثر رد فعلك تبعا للظروف المحيطة بك فبعض الناس يعطون استجابات وردود أفعال مبالغ في حدتها في بيئة مليئة بالضوضاء أو يسيطر عليها التوتر وعوامل تشتيت الانتباه ويعطون ردود أفعال بنصف القدر من الحدة في البيئة الهادئة وخالية من المؤثرات الخارجية المسببة للتوتر والضغط النفسي.


وعوامل أخرى داخلية نابعة من طيات جسدك ونفسك.. قد تتمثل في إعياء جسدي يجعل من ردود أفعالك ضعيفة وبطيئة وباردة وقد يكون ذلك بسبب الإجهاد أو التعرض لضغط العمل وربما يكون عرض للاكتئاب الموسمي.. أو أسباب جسدية أخرى قد تجعلك تصدر ردود أفعال مبالغ فيها مثل الإصابة ببعض الآلام الجسدية أو الأرق أو كثرة التفكير والوسواس القهري.


كل ذلك يؤثر في استجابتك وحكمك على الموقف أو الحدث استنادا إلى ذلك فإنك عندما تتخيل موقفا ذكرت فيه كلمة مثل "أحذر" فإنه يدل بكل تأكيد على حالتك النفسية والجسدية وبيئتك المحيطة.. قد تراها تحذير "سليم النية" عن خطر سيصيب المخاطب ورآه المتكلم، وقد تراها تهديد من المتكلم للمخاطب، وقد يخيل لك أنها قيلت في إطار وعيد تمت قولبته بقالب مزاح.. وغيرها من الافتراضات الأخرى..

والآن شاركني وقل لي ما خطر ببالك عندما أذكر لك كلمة " الغد"؟



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات داليا أحمد

تدوينات ذات صلة