عندما ترمي بك الأيام لتستفيق على واقع مرير يتخطى حاجز توقعاتك ولم يكن يوماً بالحسبان حتماً ستصيبك خيبة أمل وسيبكي قلبك من الوجع...
خيبةُ قلب، ووجعُ ذكريات لا تقبلُ أن تغادرنا لعلنا نعيشُ بسلام، كابوسٌ يلعبُ دور البطولة فيه أشخاصٌ كان في حياتنا وأشخاص ما زالوا فيها
ذكرياتٌ تجعلنا نبكي وواقعٌ يجعلنا نعيشُ موتى دون روح، بؤسٌ يُخيمُ على حياتنا ومشاعرٌ تموتُ في داخلنا، نعيشُ دون أي شعور بضرورة وجودنا، وحين نفكرُ أن نحلُم تتهيأ لنا حياتنا بصور شبح يسلبُ نوم لا يزورنا فنخافُ الحُلم الذي كان يوماً قوت حياتنا، نغمضُ أعيننا لننام لنهرب من واقع مؤلم لعلنا نصدمُ بحُلم أشد وطأة وقسوة من الواقع فيزورنا الواقع بالحِلم موشح بلابسه، وكأن احلامنا عقدت مع واقعنا اتفاق أن تكون هي الأخرى ضددنا، نستيقظ على كابوس وننامُ على كابوس ونحلمُ والحُلم ذنب وذئب يفترسُنا كأننا لم نكون...
تدقُ قلوبنا لعلها تعطينا ما يعيننا على الحياة وتبذل جهدها أن نعيش رغم كل المعاناة ولكن هي الأخرى تنزفُ عجزنا وتبكي ضعفنا وقسوة خيبتنا تطلبُ من العقل أن يدعم صبرها لتفاجئ به وقد أخمدت الصدمات إشتعاله حتى بات رماد تذروهُ الرياح، تبكيه هو الآخر وكيف للقلب أن يحمل كل هذه الخيبات التي تتوالى، من يرحمُ ضعفه ورقة نبضه وجمال ما فيه من يرحمُ حُلمه ومن يسندُ ضعفه، من يُقاتل ولو بالكلام مرة لأجله وهو الذي قاتل مرار لغيره، من يرحمُ عجز القوي الذي ضعف وخارت قواه من هول ما حمل وعاش وخاب؟!
نحن ضحايا الواقع أم نحن ضحايا أنفسنا، أم نحن ضحايا الحُلم في زمن يجهضُ فيه الحُلم قبل الولادة؟
من الجاني ومن الضحية وهل من قاضي يحكمُ ويعطي حُكم غير قابل للطعن أو الإستئناف؟
متى نرتاحُ، ومتى ننام قريري العين مبتهجي القلب بحُلم طال انتظاره فأصبح حقيقة نراها ونعيشُ في جمال واقعها؟
متى نرتاحُ من عبء سلب منا أعمارنا ومن حياة ضاعت فيها أحلامنا، متى نضحكُ من القلب ونُسعد ونتذوق الفرح كأننا ما يومتً ذقنا مرارة الأيام ؟
متى ترحمنا ذكرياتنا ومتى يحين العوض الذي يبدلُ سنين العجاف بسنون خضراء رواها المطر، ومتى تبكي عيوننا فرح وهي التي بكت الألم مضاعف دون أن يرأف لها أحد؟
متى نُسعد نحنُ الذين أكلت اللهفةُ قلوبنا وبهتت اشيائنا المفضلة في عيوننا؟
متى يهطلُ المطرُ فيغسلُ هموم قلوبنا وذكريات هشمت عقولنا فنعود للحياة بفرصة أخرى نشرقُ فيها مع كل صباح، نحلمُ بالغد القادم وندعوا أن تكون لنا شيءٌ ما يشبه ما في قلوبنا التي عاشت ويلات الحياة، فنشرق مثل ورورد تُرحبُ بسعادة قرب قدوم فصل الحياة (الربيع)؟
لا نملكُ إلا الإنتظار ورغم مرارته يبقى أمل تقتاتُ عليه قلوبنا التي لا تحلمُ إلا بحياة تشبهُ الحياة...
اللهم قوة لنتحمل ونتحمل ونبلغ ولا تجعلنا يا الله ممن عاش الحُلم في المنام ليلاً ليتسرب الحُلم مع إشراقة أول خيوط شمس الصباح، إجعلنا يا الله نبلغ فنحن لا نتمنى أكثر مما يعطينا الأمل والدافع لنواصل مشوار الحياة، فاللهم قوة فوحدك من يملكُ القلب والأحلام ووحدك من إن أردت شيئا كان...
اللهم قلوبنا.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات