قد نعتقد بعض الأشياء عن أنفسنا وعن الأخرين، ولكننا نتعلم بمرور الأشخاص.

كنت أعتقد أنك ستفهم، أنك ستقرأ بين السطور، أن ضحكاتي المتكررة ما هى إلا خوف، وشجاعتي التي أحببتها لم تستطيع السيطرة علي خوفي وأن خوفي ما هو إلا علامة على شيء جديد لم أشعر به من قبل.

كنت أعتقد اني لم أعد بحاجة لحضن أمي، وإني مستعدة لكل المواجهات بلا درع أو حماية، وأن صوتي سيعلو صوت ألمي، وأني الأقوي والأقدر وإنك ستفهم في نهاية الأمر.

كنت أعتقد أنك ستنير شمعة في ظلامي، أنك ستخطو خطوات صغيرة حتى تتأكد من أنه مكان آمن، أنك ستحاول.

كنت أعتقد أنني الاستثناء، وأن صديقتي ستبقي علي أي حال وأن الكتاب به صفحات كثيرة لتصحيح الأخطاء بدلًا من تمزيق الصفحة.

كنت أعتقد أنك ستعود، وستعود ضحكاتي المتكررة وأن ضعفي سيكون حدث عابر لن يطول وأنها ستكون المرة التي تفهم فيها كل ما في الأمر.

اعتقدت الكثير، لكنك لم تفهم ولم تقرأ ولم تعد.

ولازلت بحاجة لحضن أمي.


لأستيقظ يوماً وأنا اشعر من جديد.


عود صلب، اهتز لم ينكسر. عيون حائرة، جفت لم تذبل. يد حازمة، ترتعش لم تضعف. قلب يلمع، متعب لم يظلم. تأرجح بين ما يظهر وما يخفي، بين ألف شعور وشعور.

الوقت، الوقت يبقي سيد الموقف! الوقت هو العجوز الحكيم الذي يرانا كالصغار نصرخ إعتراضاً، نقذف كرات اللهب في وجه من يقترب، نبكي حتي تشق الدموع صدورنا، ندمر ما حولنا حتي ننتهي بجرح أنفسنا. ينظر إلينا في صبر وتفهم نحسبه تجاهل، يقترب منا عندما تنطفئ النار، عندما نهدأ، عندما ندرك أن الدمار لن يصيب أحداً إلا من نحب وأن لهيب النار لن يحرق أحداً إلا أنفسنا.

الوقت، حينها فقط، يدركنا بدواءه، دواء لقلوبنا، وماء لنيارنا ويد لدموعنا.

لن نهلك، لن نهلك، لن نهلك، هذا ما يقوله.

اكذبه في العلن واصدقه بيني وبين نفسي.

فلتخرج الخيبة في دموعنا، وليخرج الوجع في صراخنا، ولتخرج الذكريات خروج المخدر من أجسامنا، فلنطهر أنفسنا استعداداً لقدوم الوقت.

فلتأتي بدواءك. الأن فقط، نحن جاهزون لك.


لم تعد ولم انكسر.

بسمة حسن

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات بسمة حسن

تدوينات ذات صلة