تلقَّ الحقَّ إذا سمعتَه، فإنَّ على الحق نورًا, لا يَخْفى ولا يَلتَبِسُ

قال بعض أهل العلم:-" أصعب الرجاء رجاء رقة المعاند لأن العناد يُنشئ على القلب راناً يجعله لا يقبل إلا ما يراه ولو كان باطلا ويرد ما يراه غيره وإن كان حقا"


وصدق حبيبنا صلى الله عليه وسلم بقوله:" ارحموا ترحموا , واغفروا يغفر لكم , ويل لأقماع القول , ويل للمصرّين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون"

وقوله:"رحم الله رجلا سمحاً إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى "



العناد والكبر أيها الأحبة ما هي الا خصلةٌ اول ما اتصف بها كان الشيطان اعاذنا الله منه ومن مكائده فهو قائد المعاندين المستكبرين عن ابداء الحقّ المنتصرين لأهوائهم فإن وافقت الحق قالوا أنه حق وإن خالفته أبطلوا الحقّ وأحقّوا الباطل، فكما قال سبحانه وتعالى:" قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ" فهو سيّدهم في استكبارهم.


فما أجمل أن نقرّ الحقّ حتى وإن خالف أهواءنا واجتهادنا فبه يعلوا الحقّ وما الحقّ إلا من الله الذي اسمه الحقّ سبحانه، فلا بدّ للمؤمن أن يستمع النصيحة ويأتمر بالمعروف اذا حقّ له أنه تركه، وينتهي عن المنكر إذا حقّ أنه ارتكبه، فكما قال الحسن رضي الله عنه: «إن المؤمن شعبةٌ مِن المؤمن، وهو مرآة أخيه، إن رأى منه ما لا يُعجبه سدَّده، وقوَّمه، ونصَحه في السِّرِّ والعلانية»


فالمسلم مرآة أخيه، فانظر إلى مرآتك حينما تشتبه الأمور ولا تعاند في باطلٍ فتكون ممن قال فيهم تبارك وتعالى:"وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ ۚ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ۚ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ"

والحقّ كيفما بدا لك لا ينبغي أن ترده أو تعانده حتى وإن جاء ممن تبغض, وكذا الباطل ترده وإن جاء ممن تحب وتهوى, يقول الإمام ابن القيّم رحمه الله :"لا تصحُّ لك درجة التَّواضُع حتى تقبل الحقَّ ممَّن تحبُّ وممَّن تبغض، فتقبله مِن عدوِّك كما تقبله مِن وليِّك"


اللهم أرنا الحقَّ حقّاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه💚


~ باسل زياد


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات تطمئنُّ القلوب

تدوينات ذات صلة