الكثير من الناس لا يدركون أن الحديث عن المال مهم فعلاً، ولا حرج في ذلك. سنطلعك على الأسباب التي تجعل الصراحة المالية هامة جداً.

أعطنا قلمًا وورقة، وسنقوم بتدوين جميع المواضيع المحظورة التي لا يُسمح بالتعبير عنها أو مناقشتها في معظم المجتمعات. ودعنا نقدّم لك هذا التلميح: هناك احتمال نسبته 99٪ أن يكون “المال” على رأس تلك القائمة؛ سواء كان الأمر يتعلق بالراتب الذي تحصل عليه، أو المبالغ التي تجنيها حاليًا، أو تلك التي أنفقتها، فإن هذه المواضيع غالبًا ما يتم تجنّبها


الكثير من الناس لا يدركون أن الحديث عن المال مهم فعلاً، ولا حرج في ذلك. لذا، قبل أن تقرر الاحتفاظ بمثل هذه المحادثات لنفسك، سنطلعك على الأسباب التي تجعل الصراحة المالية هامة جداً. الحديث عن المال يساعدنا على:


تعليم الثقافة المالية لليافعين


سواء كان لديك أطفال أو أشقاء أصغر سنًا، فإن الحديث معهم عن المال أمر في غاية الأهمية، ولقد سبق وتناولنا ذلك في مدونتنا إن كنت من متابعيها. خلافًا للاعتقاد الشائع، يجب أن يكون الأطفال جزءًا من المحادثات المالية، لكننا لا نعني الميزانيّة والبيانات المالية هنا، بل الأمور المالية البسيطة.


ننصحك أن تتكلم بشفافية عن وضعك المالي وأن تعلّم أطفالك قيمة المال، حيث يساهم ذلك في مساعدة جيل المستقبل على فهم المسؤولية منذ الصغر. سواء كان ذلك من خلال تكليفهم ببعض المهام في المنزل مقابل مكافأة مالية، أو تعليمهم الادخار من خلال الألعاب التفاعلية، فإن هذه الأنشطة الصغيرة ستمكنهم من تنمية فهم بسيط عن الأمور المالية، وتجهيزهم للتعامل بشكل أفضل مع النقود فيما يتقدّمون في العمر.


اكتساب المعرفة والنصائح المتعلّقة بالميزانية


عندما تبدأ في التعبير علنًا عن الأمور المالية لمحيطك، قد تندهش كثيراً من مقدار المعرفة التي ستتلقاها في المقابل. سواء كنت تناقش ميزانيتك الحالية مع زميلك أو صديقك أو أحد أفراد عائلتك أو حتى مستشار مالي، فقد يكون بإمكانهم مساعدتك في إعادة تشكيل الطريقة التي تتعامل بها مع النقود في حياتك اليومية، وإعطائك نصائح لتحسين الميزانية وأسلوب إدارة نفقاتك.


ربما يقومون باستخدام استراتيجيات معينة أو بعض الأدوات التي لم تكن على علم بها، والطريقة الوحيدة لمعرفة ذلك هي أن تكون شجاعًا بما يكفي لتطرح السؤال وتبدأ المحادثة!


اتخاذ قرارات ماليّة أفضل


بناءً على ما ذكرناه أعلاه، فإن المحادثات المالية عادة ما تكون مجزية ومثمرة. عندما تكون صادقًا بشأن وضعك المالي وتسعى للحصول على إرشادات أو رأي ثانٍ، فقد ينتهي بك الأمر بأدوات واستراتيجيات من شأنها زيادة قدرتك على اتخاذ القرارات المالية.


على سبيل المثال، إذا كنت أحد هؤلاء الأشخاص الذين يكافحون لتوفير المال، فقد تُنصح باستخدام قاعدة 50/30/20. قد تتساءل الآن ما هي هذه القاعدة؟ حسنًا، تنص هذه القاعدة على أن 50٪ من دخلك يجب أن يغطي نفقاتك، و 30٪ يجب أن يلبي احتياجاتك، بينما ال20% المتبقية فيجب أن تذهب مباشرة إلى حسابك التوفيري. إذا لم تكن لديك الشجاعة للتحدث عن المال، فقد تفوتك فرصة التعرّف على هذه المعلومة الرائعة.


تحسين صحّتنا العقلية


يمكن أن تكون الأمور المالية مرهقة للغاية وقد ينشأ عنها العديد من المخاوف. سواء كنت قلقًا بشأن ديون بطاقة الائتمان التي لم تسددها بعد، أو النفقات المتراكمة، أو ذلك القرض الذي لست متأكدًا إن كنت ستحصل عليه، فنحن هنا لمساندتك.


قد يكون التفكير في كل ذلك أمراً مرهقاً ومزعجاً لأعصابك، لذا فإن هذا السبب يجب أن يكون حافزاً لك لكي لا تحتفظ بهذه الأفكار لنفسك.


يمكن أن تساعدك مناقشة الصحة المالية بشكل صريح في التقليل من شعورك بالقلق من هذه الناحية. فمن خلال التحدث عن هذا الأمر مع الأشخاص الذين تثق بهم، ستحصل إما على الدعم أو على التوجيه، وكلاهما محل تقدير كبير. كما سيساعدك هذا على إبقاء عقلك مرتاحًا ويساعدك على الابتعاد عن دوامة الاكتئاب أو القلق التي لا يحبّها أيّ منّا.


لا يجب أن يكون الحديث عن المال من المواضيع المحظورة، إذ أنه يقدّم فوائد كثيرة لا يمكننا احتسابها، ولهذا السبب من المهم إنهاء الوصمة المتعلّقة بذلك، واتخاذ قفزة إيجابية قدماً! إبدأ بطرح هذه المحادثة علناً وكن صريحًا بشأن مخاوفك المالية مع الأشخاص الذين تثق بهم — فقد تتفاجأ بالنتيجة التي ستحصل عليها!


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات بنك الاتحاد

تدوينات ذات صلة