من أصعب الكلمات التى تقولها لنفسك الحياة غير عادلة.



مع كل نجاح تحققه أو مجهود كبير تقوم به ستجد من ينسبه لنفسه و يشكك فى نجاحك و يحاربك و يطعنك فى ظهرك و يكذبك و يأخذ مكانك و حقك الذى تعبت من أجله و ستجد من يصدقونه و يكذبونك و يبالغون فى ردود أفعالهم و يقولون أنه الأفضل و يستحق ذلك و يلومون عليك و يقولون أشياء ليست صحيحة عنك و يشككوا فى نواياك و يتهمونك بأشياء غير حقيقية.


ستشعر بالغضب الشديد و الكثير من المشاعر المؤلمة كالإحباط و العجز و الحزن و الإنتقام.


الإنتقام هى الرغبة فى تحقيق العدالة و ستسأل نفسك لماذا لم تكتشف الحقيقة و هل كل ما فعلته من مجهود أو حققته من نجاح ليس له قيمة و لماذا يفلتون من العقاب و لماذا يتم ترقيتهم فى أماكن لا يستحقونها و تقول لنفسك متى سيشعروا بما فعلوا من ظلم و يدفعوا ثمن أفعالهم.


فى كل يوم نرى الظلم فى أشكال مختلفة سواء صغيرة أو كبيرة. يمكن أن تكتشف ترقية لشخص مؤهلاته أقل بكثير منك أو أن تكتشف أنك تكسب أقل بكثير من شخص أخر فى نفس الوظيفة أو شخص مقربا لك و وثقت به و قام بسرقتك أو خيانتك أو أن شركتك خسرت أموال كثيرة بسبب خطأ من موظف حسابات أساء إدارتها أو أن أحد من أفراد ألأسرة يمر بأزمة صحية خطيرة وأنت لا تملك تكاليف العلاج أو تم طردك من عملك و لم تتمكن من سداد الديون التى عليك .


فى كثير من النواحى الحياة ليست عادلة و الموافقة على ظلم الحياة جيد أن نقبل ذلك و نعلم أن الله عادلا و كل شيء يحدث لحكمة.


قصة سيدنا يوسف و هى أحسن القصص فتعرض سيدنا يوسف لظلم كبير من أخواته الذين ألقوه فى البئر و حرموه من أبوة و بيته و بيع عبدا بدراهم معدودة و دخل السجن 7 سنوات ظلما فى تهمة لم يفعلها ولكنه صبر و لم يستسلم و فى النهاية ربنا نصره و كشف الحقيقة و جعله عزيز مصر و جاءوا أخواته له نادمين فثق دائمآ بالنصر فى النهاية لأن الله عادلا و لاينسى حقوق عباده عليك فقط أن لا تستسلم و تثق في الله .



إذا حاولت مرة و فشلت فمن المؤكد إنك ستكتشف أن الحياة غير عادلة. فالحياة ليست مخصصة للأشخاص الذين يستسلمون بسرعة و يحاربوا مرة واحدة فقط. الحياة للأشخاص الذين لا يملون من المحاولات و عدم الإستسلام. يمكن أن تضيع كل وقتك و تفكيرك و طاقتك بأن الحياة غير عادلة هذا لن يغير شئ سيجعلك تشعر فقط باليأس و الإحباط. يجب أن تعلم بأن الحياة ليست عادلة لكل الناس فهى كذلك لتدفعنا أن نتعلم شئ جديد و لنكون أكثر قوة . فالحياة منافسة لكنك تتنافس فيها مع الشخص الذى كنت عليه الأمس فلا تقارن نفسك بغيرك و أفعل ما بوسعك لكى تكون سعيدا. فأننا لا نكبر و لا نتعلم بدون المرور بهذة الأزمات .

الظلم لا يدوم أبدأ و الظالم لن ينتصر فى النهاية. الشعور بالظلم يبدو صعب و محبط فهذا لا يعنى أن هذا سيستمر لمدة طويلة . يجب أن تعلم أنك ستنتصر بالنهاية لأنك على الحق.


أنت تخسر لتفوز لذلك لا ينتهى الأمر بالخسارة فإذا لم تظلم و تعودت فقط على الإنتصار فلن تكون قادرا على تحمل الخسارة. فيجت أن تكون قد ظلمت و هزمت حتى تتمكن من الفوز و تجنب الثقة الزائدة و أن تتعلم أن لا تظلم أبدأ و أن تكون عادلا فى كل شئ.

أنا شخصيا تعرضت لكثير من الظلم و التشكيك فى كل شيء افعله عندما بدأت ألعب تنس فى سن متأخر و كنت أتدرب أكثر من ٦ ساعات يوميا و تعرضت لقطع فى العضلة اليمنى فى ظهرى نتيجة الحمل الزائد من التدريب و وصلت لتصنيف عالمى و مستوى يكاد يكون من المستحيل تحقيقه فى عامين .و تعرضت لمرض خطير جدا فشل في النخاع العظمى و هو أخطر من السرطان و استمر العلاج لمدة ٧ سنوات و كان كثير من المرضى يتحسنوا فى مدة أقل بذلك بكثير و تعرضت لأشياء صعبة جدا و كنت أسأل نفسى لما لم أشفى سريعا حتى أتمكن من العودة إلى حلمى . كنت دائما أحاول أن أكون إيجابيا و أن استمر فى المحاولة مهما كانت النتائج سيئة و و عدت كما كنت بمعجزة من عند الله كأول رياضى فى العالم يفعل ذلك .دائمآ أجد التشكيك و الصعوبات فى كل شئ و لكني أعلم أن التدريب المتواصل و العمل و عدم الإستسلام هو ما على فعله و أعلم أن الله سينصرنى فى النهاية فهو يرى الحقيقة و دائما يكافئ اللة بأكثر مما نتوقع و فى وقت لا نتوقعه .


الحياة ليست تسير كما نريد فبعض الأوقات ستشعر بالرغبة فى الإستسلام عندما تبدوا الأمور صعبة . أقبل فقط ما حدث فلا تستطيع تغير شئ و حاول أن تكون إيجابيا و أن لا تنظر للأمور بشكل سلبى و تأخذ قرارات خاطئة تندم عليها أثناء غضبك . كن عقلاني و حاول أن لا تستسلم حتى لو فقدت كل شئ.


النجاح هو أفضل شكل من أشكال الإنتقام و أن تكون إيجابيا سيجذب الكثير من الناس للتعامل معك و يدفع الأشخاص الذين ظلموك للجنون. ثق أن اللة لا يضيع حق أحد وينتقم من الظالم و ينصر المظلوم فى النهاية.


الحياة ليست عادلة . تغلب عليها أو تحبط . إنه إختيارك


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

جزاك الله خير اول مره اقرا سورة يوسف بهذا التمعن وفعلا لاظلم يدوم لان الله عادل

إقرأ المزيد من تدوينات أنور الكمونى

تدوينات ذات صلة