خاطرة (وفي سنين عمري)هي إحدى المشاعر التي أرثي فيها أُمي حباً وشوقاً.

وفي سنينِ عمري..

قابلتُ الكثير الكثير من النفوس والوجوه..

فشلتُ تارّةً ونجحتُ تارةً أُخرى..

تقوقعت ُمرّات وازدهرتُ مرّات أخرى..

اخطأتُ كثيراً وأصبتُ أكثر.

سقطت عشراً ونهضت ُعشرات المرّات



في سنين عمري..

مارستُ الكثير من الأعمال ؛منها ما يناسبني , ومنها ما يناسبني ظروفي فقط.. لكنني؛ لم أجد يوماً وظيفة تليقُ بي كوظيفة «القرب من أمّي»

رعايتها, الإهتمام بها وبتفاصيلها..

الاقدام على فعل ما تُحب وتجنب ما تبغض.


معاملتها وكأنها «ابنتي» لا بل «طفلتي»..

تأمل ملامح وجهها الملائكي..

ذاك الوجه الذي أعشق..


الوقوع في حُبّ تفاصيلها

جلال حضورها..

الجمال والوقار في شيب شعرها..

صوتها الذي كان أجمل من سمفونية..

رائحتها التي كانت اجمل وأنقى من عطور باريس..


الاهتمام بما تُحب؛

حتّى تلك الفواكه التي كانت تحبّها..

طقوسها وأشيائها التي كانت تشببها

يا من ْكانت كل وأهم أشيائي..


معاملتها وكأنها"صديقتي ورفيقة دربي"

منْ كانت حافظة ٌلأسراري

أُنس الأيّامِ

تشعر بفرحي وأحزاني وتشاركني دموعي وضحكاتي..

دوماً تصفق لنجاحي..

منْ كانت تُرشدني كي أتجنب أخطائي..


أمّي ومرساتي..

جميلة الوجه والقلب..

يا منْ كنتُ أهوى الاستماع والاستمتاع لكلماتها وأحاديثها..

منْ كانت ملجأي وملاذي..

منْ كان دعاؤها سرّ مسيرة حياتي ..

مصدر قوتي وإلهامي..

هدوء ضجيجي وأفكاري ..

منْ كانت تكترث لشرودي وأحزاني..

منْ تتقبّل لا بل تحبّذ وتحتوي فرط تقلّب مزاجي..

يا منْ كانت كلّ ذلك وأكثر ..

يا أسمى اشيائي واهتماماتي..

رحم الله روحــك التي علــى فراقهــا

أئن واحترق ُشوقاً لها وأُعاني.


Amal Al Baddawi

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Amal Al Baddawi

تدوينات ذات صلة