رشفة من كأس شاي جعلتني أغوص في تأملات عميقة مابين الماضي والحاضر ،مابين الطفولة والشباب بين هدوء الطبيعة ودفئها وحلاوة مذاق الشاي ونكهته



https://t.me/Kitabatblog#بنكهة_القرنفل


أرتشف من كأس الشاي الموجود أمامي ثم أضعه على الطاولة ، أراقب بخار الماء الذي أحاط بفوهة الكوب وأتأمل من خلال النافذة المطلة على المنزل المهجور -أو المسكون كما يقول أطفال الحي- يبدو لي هذا المنزل جميلا رغم كل مايحيط به من غموض ، عندما كنا صغارآ كنت وأختي التي تصغرني بأربعة أعوام نتسلل خلسة ونتسلق الجدار القصير الذي يفصل المنزلين عن بعضها البعض، كنت أحمل أقلامي وبعض الأوراق علي أدون شيئآ من الأشياء التي قد ألحظها في مغامرتنا تلك، نتفقد النوافذ ونحاول النظر عبر ثقوبها إذا ماكان هناك شيء مريب بالداخل فيحول الظلام دون رؤيتنا لشيء فنعود لشجرة السدر الكبيرة ونتمرجح على تلك الأرجوحة المنصوبة بين الأغصان الشائكة وحبالها المهترئة التي كاد الزمان يبليها ، ونجلس بالجوار نراقب أشجار المنزل بصمت ثم أدون بعض الجمل ونعود عبر ذات الجدار تسلقا، عندما كنت في الحادية عشر من عمري كنت أحب مشاهدة (إيميلي) ولطالما كان يخطر ببالي أن ماذا لو سكنت في هذا المنزل المهجور جاعلة منه منزل اليأس خاصتي كما فعل تيدي وإيميلي وأجعله ينبض بالسعادة.

كم كانت تلك فكرة طريفة وطفولية… لكني الآن رفضت الفكرة جملة وتفصيلا ؛ فما أكثر الأمنيات العابرة التي يمحوها الزمن.

أواصل إحتساء الشاي واستمتع بنكهته المييزة - القرنفل الذي أحب - ثم أنظر مجددا نحو شجرة السدر المعمرة تلك وقد علقت بها بعض الأكياس البلاستيكية وتمزقت مع مرور الزمن لكنها آثرت البقاء لصيقة بالشجرة رغم مايثقبها من أشواك، تهب عليها الرياح فتحركها علوا وإنخفاضا في تموج… ترتفع مع الرياح فتكاد تتحرر من قبضة الأشواك ثم تعود لها مجددا خاضعة …

أسمع زقزقة العصافير كل يوم واصطفافها على الأغصان.

أنهي جولة التأمل تلك مع آخر رشفة أرتشفها من الشاي وأغادر .



# تواضع علي


















ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

وأنا أقرء الخاطرة طرق في بالي بيت الشعر " فياليت الشباب يعود يوما... فاخبره بما صنع المشيب" عالم الطفوله عالم برئ خالي من الشوائب

إقرأ المزيد من تدوينات خواطر تواضع

تدوينات ذات صلة