وعندما تنضُج ، ستحبّ ذاتك وروحك وكلّ ما حولك أكثر....



ستُبهركَ التفاصيل الصغيرة التي لا قيمةَ لها لدى الآخرين..


ستعلمُ يقيناً أنّ التأمل في ملامح "أمّك" هي أسمى وأهم ما قد تشعر به يوماً ..


سيُبهركَ لون السماء وصفائها ،،

اكتمالُ القمر في ليلةٍ هادئة،،

رائحة المطر وصوته ،،

رائحة زهر الياسَمين حينَما تمرّ من خلاله،،

علوّ أشجار منطقتك في الأفق ،،

فوضى "حارتك" نهاراً وهدوءها ليلاً ،،

سيُثير سمعك معزوفةٌ لجارك الذي اختار "العود" رفيقه ليلاً ،،

ستُبهرك أغنية جديدة تارةً وستشتاق لأغنيةٍ من أغاني الزمن الجميل تارّةً أُخرى..


سيلفتُ انتباهك زوجان قد مضى بهما الزمان،ولكن حبّهما لم يمضِ.


ستشتاق لفوضى البيت التي كانت تحدث عندما تجتمع العائلة من صغيرهم لكبيرهم يوماً .


عندما تنضج ، ستشتاقُ لأزقّة "الحارة" وأبناء وبنات جيرانك .


في قمة نضجك وأنتَ عائدٌ من عملك سيصغر عقلك ؛ وتهرول لتشارك أطفال مجتمعين لتعلب معهم

"كرة القدم " وربما " الغمّاية" .


في قمّة وعيك ستفضّل دسّ أنفك فيما تحب حتّى لو كان تافهاً ، بدلاً من دسّه في شؤون الآخرين والحكم عليهم.

في حين أنّ حكم الآخرين عليك لن يأثر عليك ولن يُنغص عليك فكراً ولا أمراً.


في مرحلة نضجك ستهتمّ بأكل ما تُحب وارتداء ما يُعجبك من ملابس بعيداً عن علامتها التجارية..

ستحبّ شكل ولون جسدك ..

وتنظرُ إليه وكأنه لوحةً فنية..

ولن يهمّك ما يراه الآخرون..

ستشكر من يمدحك ولا تكترثُ لمن ينتقدك .

سيمرّ الكثيرون أمامك بنزقهم وثقل أفكارهم وكلامهم دون تعكير صفو مزاجك الجميل .


عندما تنضج تُدرك أن العزلة ليست

انعزالاً ، بل مساحة جميلة تمنحك الفرصة للتركيز على ما هو جوهري في حياتك.

كلما زاد نضجك قلّ احتياجك بالتواجد في الأماكن الغير مناسبة.

تُدرك أن العلاقات ليست بعددها بل بجودتها.


ستعود إلى خالقك كلّما ضاقت عليك حياتك ، لا للآخرين .



Amal Al Baddawi

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Amal Al Baddawi

تدوينات ذات صلة