اكتمال الروح يحتاج إلى شريك نتقاسم معه حياتنا بكل تفاصيلها

أثناء محاولتها الطويلة في إكمال الشيء الذي ينقصها، فقدت روحها وأصبحت لا تعلم الإجابة على بعض الأسئلة الوجودية الأساسية في حياتنا مثل "من أنا؟" "ماذا أريد من الحياة؟" "هل عقلي سيتغلب على قلبي أم لا؟" "متى سينتهي صراعي الذاتي؟"

مهما حاولت جاهدة ملئ الفراغ الذي تشعر به يوميًا بداخلها، وجدت نفسها تذهب إلى طريق لا تعرف نهايته لأنها لم تختار بدايته من الأساس، بل كانت مجبرة عليه، فدائمًا ما كانت حياتها عبارة عن ثوابت لا يمكنها اختيار ما تريده

يجب أن ترتدي هذه الملابس لأنها الأنسب عليها، لابد من الظهور في المجتمع بهذه العقلية حتى تنال إعجاب واحترام من يتواجدون من حولها، لا بأس من وضع بعض الحدود في التعامل حتى لا يشعر أحد أنها شخصية بسيطة ولطيفة، لا يمكنها التعبير عما بداخلها، لن تتمكن من أن تكون كما هي

هذه القيود والثوابت والخطوط العريضة جعلتها تعيش حياتها وحيدة ومنطوية لأنها ببساطة لم تكن على طبيعتها، بل كانت تسير على خطى من قبلها، ولم تحاول أن تنشأ لنفسها شخصيتها المستقلة

وكل هذا حتى لا تشعر بالوحدة ولكنها في الواقع كانت تزيد من حجم الفراغ بداخلها وتُكبر دائرة النقص في روحها وقلبها أكثر وأكثر لدرجة إنها لم تعد تستجيب لأي مشاعر، لا تشعر بأي شيء، قلبها لم يعد يعلم كيف يتعامل مع المشاعر العاطفية والإنسانية، بل يعمل لضخ الدماء في جسدها فقط

دائمًا ما كانت تبحث عن شيء يجعلها مكتملة الروح وترغب في إثبات إنها تعيش حياتها بلا نواقص ولا تحتاج إلى أي شخص وتريد أن تُكمل روحها بنفسها دون مساعدة من أحد حتى لا تشعر إنها ضعيفة

لكن في الواقع كان ما بداخلها عكس ذلك تمامًا، لقد كانت من أشد المحتاجين إلى يد تمسك بها وقت الشده وإلى جسد يشاركها ما تُحب وأخيرًا إلى روح حقيقية تُكمل روحها الناقصة بدون مقابل...

فهل مازال أمامها فرصة في الحصول على ما تحتاج إليه أم لا؟

هل سيعمل قلبها مرة أخرى؟

هل ستتمكن من معرفة شخصيتها الحقيقة وإخراجها إلى العالم من جديد؟



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات الشيماء صلاح

تدوينات ذات صلة