المقال يتكلم عن الوجود واللاوجود وكيف الذكريات تشعلنا بعد الانطفاء ؟ هل يوجد محبة أبدية وكيف تتم ؟ وهل هي موجودة بالأساس .
فَرَاغٌ كَادَ يَنْبَثِقُ مِنْ صَفْحَةٍ بَيْضَاء. تَأَمَّلَتْ كَثِيرًا لِلحِبْرِ لِأَرسم شيئًا ما . لَا يُوجَدُ شِيء فِي العَدَمِ. كَانَ هَذَا تَقْرِيبًا إِجَابَةَ على كُلّ شِيء عِنْدَمَا نُشْعِرُ بِالعَدَمِ يَبْحَثُ عَنَّا الوُجُودُ كما يبحث عَنْ الوُجُوهِ آلَتَي تَدُورُ مَعَ الأَفْكَارِ. تَنْبَعِثُ مَعَ كُلِّ صَوْتٍ مَطْوِيٍّ فِي ثنايا الأَنْفُسُ. مَعَ كُلِّ تَغْرِيدَةِ طَائِرٍ مَا زَالَ يَتَأَرْجَحُ بِجَنَاحَيْهِ فِي كِيَانَةِ الخَاصِّ. وحينمَا تُفَكِّرُ مَلِيًّا فِي البَحْثِ أَبْحَثُ عَنْ ذَاتِكَ. الذَّاتِ الَتُي مَا زَالَتْ تُوَاجِهُ وَتَتَّجِهُ إِلَى السَّرَابِ، الَتُي كَانَتْ تَظُنُّهُ سِرْابًا عَظِيمًا. تَفَقَّدَ صَوْتُ ضَمِيرِكَ مِنْ حِينٍ لِآخَرَ. أَكْتُبُ لِأَجْلِ الَّذِينَ تَمْنِيَتَهُمْ أَنْ يملأوا صَفَحَاتُكَ، وأنْ يَحْتَفِظُوا بِهَا فِي جُيُوبٍ ذَاكَرَتْهُمْ. وَأنْ يَطِيرُوا بَيْنَ جَوَابَاتِ الشُّمُوعِ. هَا صَارَتْ الصَّفْحَةَ تَحْفِرُ مَلَامِحَ مَا لَا نَسْتَطِيعُ البَوْحَ بِهِ.
فِي تِلْكَ اللَّحْظَةِ أَدْرَكَتْ أَنَّ العِبْرَةَ مِنْ الحَيَاةِ لَا تَكُنْ بِالأَنْفَاسِ الَّتِي تَلْفِظُهَا، لِتُكْمِلَ أَيَّامَهَا. وَتُمْضِي الأَيَّامَ الَتُي نَعِيشُهَا، وَتَتْرُكُ فِينَّا إِثْرَ كُلِّ نَفْسٍ تَحْتَضِنُ المَعْرَفَةُ، أَوْ تُحْتَضَرُ مِنْ أَجْلِ التَّعَارُفِ. فَكَمْ مَنْ مَوْجُودٌ غَائِبٌ، وَكَمْ مِنْ بَعِيدٍ حَاضِر. وَذَلِكَ اللُّغْزُ تَخَطَّى مَعْرِفَةَ الكُتُبِ، وَبَلَاغَةَ الكِتَابِ. لِأَنَّهُ يُتَمِّمُ دِرَاسَتَهَا فِي مَدْرَسَةِ الحَيَاةِ. وَتَعَلَّمْتُ أَيْضًا أَنَّ كُلَّ شِيء يَنْطِقُ لَا يُصَدِّقُ. فَكَمْ مِنْ كَلِمَاتٍ ضَاعَتْ فِي بُحُورِ المَعَانِي. وَكَمْ مِنْ مَعْنًى كَان طَوَّقَا لِلنَّجَاةِ. فَالمَعْنَى مِنْ العَيْشُ هُوَ الأَثَرُ الَّذِي وَضَعَتْهُ عَثَرَاتٌ قَدِّمِيكِ فِي هَذَا الطَّرِيقِ. فَخُطُوَاتُ أَقْدَامِنَا هِيَ طَرِيقٌ لِمَنَاسِكِ مَعْرِفَتِنَا. فَالشَّجَرَةُ تُثَبِّتُ أقْدَامُهَا فِي الأَرْضِ، لِتُنْبِتَ بُذُورَهَا فِي أَغْصَانِ الأَيَّامِ، وَثَمَرَاتٍ السَّنَوَاتِ. هَا هُوَ الضَّوْءُ الَّتِي تَرَاهُ لِيُؤْنِسَ وَحْشَتَهَا هُوَ الإِيمَانُ بِأَلْفَةِ الأَرْوَاحِ، وَبَشَاشَةُ الذِّكْرَيَاتِ. فَحِينَمَا تُسَافِرُ رُوحُكَ إِلَى شَخْصٍ مَا بِدُونِ مُقَابِلٍ, وَتَعْلَمُ أَنَّ رُوحَكَ سَاكِنَةٌ فِيهُ. فَأَعْلَمُ أَنَّكَ قِطْعَةٌ مِنْ رُوحِهِ. أَوْ رُوحُهُ ظَلَّتْ مَعَكِ لَمْ تَنْعَزِلْ عَنْ دُنْيَاكَ. حِينَئِذٍ يَكُونُ المَغْزَى الحَقِيقِيُّ مِنْ الحَيَاةِ هُوَ تَحْقِيقُ المَحَبَّةِ الأَبَدِيَّةِ.
بقلم آلاء صلاح عفيفي
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
الكاتبه العظيمه بتاعنا
بجد بتلمسنا كل كلمه بتكتبيها
يارب دايما من نجاح لنجاح أكبر ❤❤❤❤❤
تحفة بجد فكرتني بذكريات لطيفة جدا ❤️ استمري بجد ❤️😍
جميلة اوي فكرتني بحاجات جميلة ❤️❤️❤️