مشاعر وأحاسيس بمناجاة الله تعالى خلال مرحلة محاربة مرض السرطان
غاياتنا وأهدافنا كثيرة في الحياة ولا نزال نمر يومياً بتجارب كثيرة ، وكل تجربة تُعلمنا درس جديد مختلف ، والطموح لا يتوقف على درجة علمية أعلى أو ترقية وظيفية أو منصب جديد أفضل بل في حياتنا فرص لا تنتهي.
وأنا كإحدى مُحاربات مرض سرطان الثدي النُقيلي المنتشر للقصبة الهوائية والرئة ثم الكبد.
اعتبرت المرض "فرصة عظيمة من الله سبحانه وتعالى" ومن الرسائل الجميلة التي علمتني الكثير ، غّير من شخصيتي وتفكيري وصنع مني الموهبة ، القوة ، الحكمة والصبر.
ولم أتوقع في حياتي أن أكتب كتاب ولكن أؤمن أن بمشاعرنا وأحاسيسنا وأفكارنا نستطيع التعبير ، نستطيع أن نصل لما نريد ، ونصبح أكثر مما نتوقع ونريد.
وظهرت أول موهبة لي الرسم والتلوين من باب تحريك يدي اليُمنى ثم الكتابة .
مدونة مُلهم ألهمتني أكثر بأن أسرد قصتي القصيرة على هيئة تدوينات يومية عن كتابي الأول بعنوان: الثقة بالله دواء لكل مرض" الذي تم إصداره يوم 20 أكتوبر من عام 2021م.
عندما ظهرت أعراض المرض في شهر مارس من عام 2020م في جسدي وتحديداً في الثدي الأيمن وذلك مع بداية أزمة جائحة كورونا المُستجدة ، كنت أعاني من الخوف الذي أنتابني من كورونا فايروس مما اضطررت بسببه أن أبدأ الفحص الخاص بإكتشاف المرض في شهر أغسطس من 2020م.
وقمت بإستشارة نُخبة من الأطباء المتميزين خلال شهرين ونصف حتى تأكدت فعلياً من خبر وضعي الصحي ، وتقبلت فكرة المرض الذي وصل إلى المرحلة الرابعة بعد الخوف والتشخيص المتأخر، ووجدت الطبيب المناسب الذي كان يعمل في ثلاثة قطاعات صحية لإبتداء العلاج في تلك الفترة سعادة الدكتور/ محمد بن أسامة ناصف (استشاري جراحة الأورام وأمراض الثدي بـجامعة الملك عبدالعزيز بـجدة ومستشفى الدكتور/ سُليمان فقيه ومستشفى بخش) ، وأجريت عمليتي الأولى في حياتي بمستشفى الدكتور / سُليمان فقيه في نهاية شهر نوفمبر من عام 2020م والتي كانت عبارة عن استئصال الثدي الأيمن والغدد اللمفاوية من الإبط.
وكنت منومة مدة خمسة أيام تقريباً تحت إشراف الكادر الطبي ، وعانيت من آلالام قسطرة الدم التي عُدت بها إلى المنزل لمدة عشرة أيام. وطالت آلالام اليد اليمنى إثر استئصال الغدد اللمفاوية وواجهت صعوبة شديدة في حركة اليد في الشهر الأول ومن ثم تلقيت ثلاثون جلسة علاج طبيعي مدة ثلاثة أشهر تقريباً حتى تمكنت من استخدامها بشكل طبيعي مره أخرى.
ودخلت في حالة التوتر والقلق بسبب سماع أخبار نتائج الأشعات التي أثبتت انتشار مرض السرطان في أعضاء أخرى من جسدي.
وبدأت في معركة كبيرة مع قلة النوم المتعبة فقضيت ما يقارب نحو 6 أشهر بلا نوم عميق ، فكنت أقضي 4 إلى 5 ساعات يومياً في فراشي وعقلي الباطن مستتيقظ ولا يستجيب لأي نوع من المهدئات وذلك بسبب التفكير في مغامرة وطرق العلاج.
كما أصبحت أشعر بحساسية عالية من كافة المواقف العائلية أو العامة إلى أن تمدد المرض إلى الكبد ووصل حجمه إلى 11سم تقريباً فأصبح كبدي عبارة عن ورم منتفخ شبيه بالسيدة الحامل ، وازدادت الالام في الجانب الأيمن من جسدي. فكنت أشكو من آلالام ظهري المزمنة ومن ثم رجلي اليمنى من أعلى الفخد إلى أسفل القدم.
وخلال هذه الفترة زرت جدتي أم والدتي وحكيت لها قصتي مع مرض السرطان وإنني مُتفائلة بدعائها وكانت ملهمتي بالإجابة ، فقالت لي لا تخشي يا ابنتي فعندما عانيت منه قبل عشرون عاماً. كنت أتحدث مع الله وافعل ما قاله لي الأطباء حتى اختفت الأورام من جسدي.
فبدأت بكتابة يومياتي التي أناجي فيها الله سبحانه وتعالى بطريقة إيجابية ، فكلما أقرأ صفحات من القرآن الكريم أو أشاهد مناظر طبيعية من (شجر ، نخل ، بحر ، رمل ، سماء ، طيور). أتمعن ، أتأمل ، أفكر ، اكتب حتى قمت بجمع 50 كلمة تقريباً من كلماتي لله تعالى وكنت أسعى لنشرها بين مجموعة ضئيلة حولي من باب مساعدة الناس في الأزمات والمواقف ، والرضا بالقضاء والقدر المكتوب ، والاقتناع بأن العبد المؤمن مبتلى وسوف نؤجر على هذا الابتلاء.
والمفاجأة الكبرى لي تسخير الله تعالى بمن يتبنى كلماتي له!!!
كيف حصل هذا؟؟
نعم! قد وجدت اتصال مفاجىء من سعادة الدكتور / عبدالله بن صادق دحلان رئيس مجلس الأمناء بجامعتي التي درست بها مرحلة الماجستير في إدارة الأعمال وأعمل بها موظفة أيضاً كـمديرة لإدارة المنح بفرع الطالبات. وقال لي ابنتي الحبيبة إنني معجب جداً بكلماتك التي تناجي فيها (الرحمن الرحيم) ومستعد أن تسطريها في كتاب تحت عنوان: "الثقة بالله دواء لكل مرض" ويطبع على حسابي الخاص وبإسم وشعار جامعتك "جامعة الأعمال والتكنولوجيا بـجدة". كما أمر بتدشين كتابي الأول في حفل بالتنسيق مع كلية الإعلان في اليوم التوعوي العالمي لمرضى سرطان الثدي.
فقد وجدت عرض دنيوي كبير جداً في نظري وهائل وغير متوقع ، وأعلم أنه تسخير من رب العالمين وأجره عظيم في الآخره لي ولكل من ساهم في هذا العمل من مال وتصميم وتنسيق والخ...
والآن أنا لازلت في مرحلة تلقي العلاج من كيماوي ومناعي والمتابعة مع طبيبي المعالج الاستشاري / مروان الحجيلي الذي يعمل بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بـجدة ، ومستشفى الدكتور / سُليمان فقيه وعيادات انترميد.
فنصيحتي للجميع هي العودة إلى الله بكامل ضعفكم وقلة حيلتكم وكونوا على يقين أنه سوف يرد عليكم بقوته وقدرته وعظمته وجلاله سبحانه وتعالى ، ثم اختيار البيئة الإيجابية من حولكم لإمكانية استجابة العلاج فهي عامل مؤثر للمرض وللألم. ومن ثم البحث عن الطبيب المميز في علمه وعمله والمريح في التعامل مع المريض.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات