هل تجاوزت الصدمات والأذى؟ أم لازلت تهرب منها وتتجاهلها؟



هل سبق لك أن تعرضت لأذى ؟

يالسخافة سؤالي!

من منا لم يتعرض لأذى ؟

ولكنني أقصد تلك الأذية التي تُصدمك !

ومن شدة الصدمة ترى نفسك صامتاً .. مندهشاً !

الصدمة التي لاتُعطي أية ردة فعل ..!ترى نفسك هاديء .. وجداً !

في بعض الأحيان نتفاجأ من هذه الأذية الموجعة لدرجة الصمت !

كل مايمكننا فعله هو أن نلتزم الهدوء، وتجاهل كل مانشعر به بالداخل، وندفنه بعمق ..ثم نبدأ بإقناع أنفسنا بأننا بخير الآن ..والإكمال بالأدعاء بأنه لم يحدث شيء!







ياصديقي دعني أُخبرك بأمرٍ مُهم ..

نحن نحمُل الكثير من “ الأثقال”

والمقصود بالأثقال هُنا هي الصدمات العاطفية الكبيرة والصغيرة

نحمِلها معنا كأمتعة ..

حقيبة من هٌنا ..

صدمة من هُنا ..

خيبةٌ من هُنا ..

وتكثُر الأمتعة حتى ترهق كاهلنا ..

وبعدها تصبح رحلة الحياة ثقيلة علينا ..

وقِيل لنا في تجاوز الصدمات والخيباتِ مثل هذه النصائح: ( امضِ قدماً وحسب، انسى!، هذا جزء من الحياة، تحتاج أن تكون أقوى!، لم ترى شيئاً حتى الآن ..)

ثم يبدأ داخلنا يتكور ويكبر شعور الخوف، عدم الثقة، رسم الحدود بحذر ..









في سِن المراهقة تعرضتُ لكثيرٍ من التنمر بسبب” زيادة بالوزن”

تعليقات جارحة بالمدرسة،بالشارع،

نصائح من هُنا وهُناك عن أهمية أن أصل للوزن المثالي .. نصائح وإن كانت نيتهم طيبة كانت تجرحُني وتُشعرني بأنني لستُ ملائمة لمجتمعهم



لم أكن من الفتيات الجادات بالمدرسة.. كُنت أحب أن أضحك كثيراً

حتى جائت معلمة ذات يوم قالت لي “ الضحك يميت القلب” لا تضحكي!

حتى أصبح يخيفني الضِحك!

وخِفت على قلبي من أن يموت!

لازلت أتساءل كثيراً عن هذه المعلمة و انا الآن في عمر الثلاثين ..

هل تتذكر أثر كلمتها علي؟

هل تعلم بأنني لم أعد أضحك كثيراً وأني أحن كثيراً لضحكاتي البريئة في ذاك السن ..


لابأس .. صباح الخير ..43467592252829170



نشأت مع أم تفيض البيت بالحب ..

إعتدت على أخذ وإعطاء الحب بلا شروط ..

أعتقد بأن خطئي هو أني منذ صغري أرسم وأتخيل أشخاصي وأصدقائي المقربين بأنهم مثاليين أو قريبين للمثالية ..

بعدها علمت بأنه لا شيء مثالي

و أنا غير مثالية ولم أقترب منها حتى !

ولا يجب علي أن أبني توقعات كثيرة ومثالية لأحد، يجب أن تكون هُناك مساحة كبيرة للأخطاء

لتجنب الخذلان ..وتلك الصدمة التي تأتي من أقرب الأشخاص خاصة.


نحنُ نسير في هذه الحياة

كلٌ منا برحلته الخاصة

ومحطاته الخاصة

رحلة لن نستطيع أن نأتي ببمحاةٍ ونُمحي كل ما آلمنا بها ..

انا اليوم ابنة الثلاثين عاماً .. إنسانة قوية ومحبة ولطيفة

أشكر كل تلك التجارب والأشخاص الذين جعلوني ما أنا عليه اليوم ..

لا حباً بتغييرهم .. فبعض الناس لا تتغير ..




لابأس .. صباح الخير ..6335755654574227



أما بالنسبة للأثقال التي نحملها ..لدينا كل الحق في أن نشعُر بكل مانشعر به

من خوف .. وحزن .. وغضب .. قهر .. خذلان .. صدمة ..

هذا الذي سيمنحُنا القوة للوعي والإدراك كيف أصد الأذى !

وكيف أقول لا هذا يكفي !

كيف لا أقاوم غضبي وأنكره

كيف أُفرغه بطريقة صحيحة

كيف لا أخاف من خوفي وأهرب منه

كيف أواجه خوفي اليوم وأعترف به بل و أتحرر منه

كيف أتحمل مسؤوليتي تجاه نفسي

تجاه قراراتي

كيف أعتمد على نفسي بأن أخوض مرحلة التشافي من كل ما مررت به

كيف أقول لشخصٍ سيؤذيني " لا "

لن أسمح لك بأن تجرني معك لصدمةٍ جديدة أُدرك كثيراً مسارات هذا الطريق وقد خضته من قبل ..


أصبحت أكثر وعياً

فقررت أن أحول هذه الأثقال الى تجارب قوية لتغيير نظرتي للحياة ومساعدتي على التسامح.. الإرتقاء .. الحكمة.

إن وجدت نفسك صباحاً ترمم ماهشّم الليل، أقول لك “ لا زال في الكون متسع، أنت جميل، وأنتي جميلة- لابأس، صباح الخير”


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات عبير الحميد

تدوينات ذات صلة