لتلك التى لا تري أنها جميله، لتلك التى كلما وقفت أمام المرآه لا تري سوي عيوبها الخارجيه ولا تنفك عن المقارنه بين نفسها والآخرين..
منذ فتره ليست بقليله كنت قد رأيت مقطع فيديو بعنوان "هوس الجمال "وفيه قد أجريت تجريه على فتاتين وكانت التجربه كالآتى : ستقوم الفتاه بوصف ملامحها وشكلها لرسام وبينها وبينه ستار بحيث لا يراها وسيقوم شخص آخر لا تعرفه الفتاه بالدخول وسيصفها ايضا للرسام بدون رؤيه الأخير لها وفي النهايه أصبح لكل فتاه صورتين واحده علي اليسار اعتمادا على وصفها وآخري على اليمين اعتمادا على وصف الشخص الذي لا تعرفه..ومن الصورتين يتضح مدي الظلم والقسوه التى يمكن أن يسقطها المرء على نفسه من خلال تحجيم شكله وهيئته وملامحه الخارجيه على العيوب فقط التى يراها في نفسه من خلال المرآه والتى قد لا يراها الآخرين ولعل السبب وراء ذلك هو المقارنه بمقاييس صارمه وضعت تحت مسمى "علامات في وجهك تدل على انك جميله " وما الى ذلك والذي ليس لها اي أساس من الصحه فهى معايير قد وضعها أحدهم بناء على أهواءه الشخصيه وتفضيلاته الخاصه وقمنا نحن بنشرها وتداولها فأصبحت وباء يهز ثقه الفتيات ويدفهم أكثر إلى عمليات التجميل ولعل العدو الاخطر للإنسان هو نفسه وطريقه تفكيره ونظرته للأمر فلا يمكن محاربه إنسان واثق من نفسه ويعلم جيدا انه جميل ولا يحتاج إمضاء من أحد على ذلك وإذا خلقنا الله جميعا بمقاييس جمال واحده، إذا فلن يقال عنه جمال لأنه سيكون المعتاد والمتعارف عليه فدائما في الاختلاف التميز ولا ننسى قول رسولنا صلى الله عليه وسلم " إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم "و ايضا الله جميل لا يخلق إلا كل جميل فيقول سبحانه" لَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان في أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ".....وفى النهايه فإن مدخل السعاده للقلب هى الرضا والقناعه بما قسمه الله ،فعظيم من أدركهما وتعيس من لم يفعل،فما نحن في الدنيا إلا ضيوف وما على الضيوف إلا الرحيل.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات