إلى مَن أمسكت يدي دوما كي لا أتوه في أزقة اليأس والإحباط، إليك أكتب

انسجي لي وشاحا من حنانك يدفئني

واحضنيني بين جنبيك حتى يطمئن فؤادي

وإن أخافتني يوما الدنيا خبئيني في ثناياك.


كثيرة هي اللحظات التي نشعر فيها بأن الدنيا قد داست قلوبنا بأقدامها، وبأن الألم أقوى مما نحتمله، وفي اللحظة التي تظلم فيها الدنيا يرسل الله يدا تأخذنا بعيدا، تعيد ترتيب تلك البقايا من أرواحنا والتي شتتها الألم والحزن، وكل ما نحتاجه حقا في هذه المرحلة صديق مخلص، يمد يد العون دون كلمات، دون أسئلة كثيرة، يحتضنك ليزيل الخوف من قلبك، صديق بطعم الأخوة، أو أخ في ثياب صديق، يدركك قبل السقوط في هوة اليأس، يمسح دمعة لم يرها بعينيه وإنما أدركها ببصيرته، لا تهمه التفاصيل، ولا يعنيه أن يحصل على حديث حصري لينشره لاحقا بين معارفه، صديق كل ما يعنيه أن تكون أنت بحال أفضل، يرسم البسمة على شفاهك، ينتشلك مما أنت فيه، يعيد بناء جدار روحك ولا يرجو منك أجرا على ذلك، وتأكد بأنك لو خسرت الدنيا وتمسكت بهذا الشخص لكفاك مؤنة البحث عن أصدقاء جدد.


ولا يغرنك زمن وسائل التواصل والمسميات الدخيلة، والتي قلبت حياتنا رأسا على عقب، والتي باتت تنشر الشك في كل شيء، فكل شخص في حياتنا أصبح تحت مجهر تلك المسميات والدراسات التي ما أنزل الله بها من سلطان، فالكل خائن، والكل حاسد حاقد، ولا ثقة لصديق ولا لأخ، فكلنا فاسدون على حد تعبيرهم، ولكن كل ذلك لا معنى له عند الإنسان الحقيقي صاحب المبدأ الثابت الذي لا يتغيير.


ابحث دوما عمن يجدد فيك العزم والقوة، مَن يعيد معك رسم الطريق، مَن يرسم الذكريات على جدران الطرقات، ابحث عمن بمكنك أن تقول له وبكل ثقة

صديق العمر والرحلة والحياة، صديق الأيام الصعبة وأيام الرخاء على حد سواء، ومتى وجدته تمسك به، فالأحجار الكريمة نادرة ولكنها موجودة حتما، ولن تخسر قيمتها متى مضى علبها الزمن.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات قلمي / عبير الرمحي

تدوينات ذات صلة