مشاعر دفينة

علينا أن نجعل واقعنا جيدا ؛ كي نرى أحلاما جميلة ، فالأحلام انعكاس لمشاعرنا الدفينة

يسحبني النوم بعيدا ، يلقيني في أحضان الوهم ، أرى الأحبة الذين فارقوني على عجل أحضنهم وأتحدث معهم لترتسم ابتسامة عريضة على شفتي ، وفجأة ينتزعني من بينهم ليلقيني في خضم أمواج متلاطمة لا أعرف كيف أنجو منها ، أمواج كالجبال تتقاذفني من جانب لأخر ، أنفاسي تكاد تختفي فأصحو وقد بللني العرق وقلبي يكاد يقفز من بين الضلوع خوفا مما شاهدت .. اقرأ شيئا مما أحفظ من القرآن وأعاود النوم ، ليسحبني مرة أخرى ، وصراع أخر ، مرة أصارع الأمواج ومرة أركض حافي القدمين ، أهرب دائما ، وكأن الهرب هو مطلبي في أحلامي ، هل علي أن أهرب في واقعي ، أم أن هذه مجرد أحلام فقط ، أحيانا أنجو مما يلاحقني ، وأحيانا أواصل الهرب إلى أن توقظني شدة الخوف مما أرى ، فأشكر الله أنه مجرد حلم وليس واقعا مريرا .

لا أدري أهي أحلام أم كوابيس ، أم انها عالم أخر أدخل إليه رغما عني .

هل هنالك عالم مواز نعيش فيه في اللاوعي ، أم أنها دواخلنا فقط تظهر في لحظات الضعف أثناء النوم ، بت أخاف من النوم ، أنا أرى كل ما يخطر وما لا يخطر على بال، أحس بأني سأفقد عقلي في يوم ما ،

ولكن ها هي خيوط الشمس تتسلل من خلف نافذتي معلنة بدء يوم جديد ، وأن كل ما كان مجرد أحلام ، أنهض وفي قلبي غصة مما رأيت ، أحس بجسدي وكأنه خرج من تحت الأنقاض ، أنفض عن عقلي ما علق به من أحلام الليلة الماضية ، فهذا يوم جديد وعلي أن أعيشه بكل ما فيه ،

فكل يوم هو هدية من رب العالمين ، علينا أن نعيشه بكل تفاصيله كي نصنع واقعا جميلا عله يلقي بظلاله على أحلامنا وكوامن نفوسنا .