لكل الذين غادرونا على عجل، طبتم وطابت أيامكم، وجودكم لا يعوضه شيء.

في حضرة الغياب

كثيرة هي الأسئلة التي تواجهنا دون اجابات مقنعة، وكثيرا ما تضعنا أمام كم هائل من الاحتمالات المنطقية أحيانا وغير المنطقية أحيانا أخرى ، ومن الأسئلة التي طالما تملكتني السؤال الكبير متى نكبر؟ بمرور الأيام أم بمرور الأشخاص في حياتنا، وكعادتي مع الأسئلة الجدلية يباغتني الجواب كحدث وليس بكلمات، فكثيرا ما تعجز الكلمات عن الإجابة، لتتركنا حيارى نضرب أخماسا بأسداس، وكان الجواب الملهم بأننا نكبر كلما حضر الغياب، غياب من نحبهم، من رسمنا الطرقات برفقتهم، الذين كانت كلماتهم بلسما لجروح الروح، نأنس بوجودهم ويؤلمن غيابهم، يأتي الغياب ليخطف أجمل الأرواح وأصفاها، ليتركنا بعدها وقد أضاف الغياب عمرا لأعمارنا وسنوات ثقال على كواهلنا، نستحضر في كل مرة كل الذين فقدناهم سابقا، فنبكيهم من جديد، وفي محاولات بائسة لمواساة الفاقدين الجديد، ندعي بأننا أصبحنا أقوياء ولكننا في الحقيقة أشد هشاشة منهم، ولكنها خدع نمارسها مع أنفسنا ومعهم لا أكثر، نحتضن ألمهم ونضيفه لكل آلامنا السابقة ، وكأن حزنا واحدا لا يكفي ، تنحني أكتافنا وتتشتت نظراتنا كلما غاب حبيب أو صديق ، نعيش مع أطياف من رحلوا لتحل الذكريات محل حضورهم البهي الجميل ، ونغلق صناديق الصور فلا طاقة لنا لنرى حجم الخسارة التي منينا بها ، نستذكر مواقفهم الضاحكة لنضحك قليلا ثم نبكي كثيرا وقد صفعتنا الحقيقة المرّة بأنهم ما عادوا هنا .

في حضرة الغياب يصفعني الحنين لكل اللحظات التي أضعناها دون تواصل مع من نحبهم، يشدني من أذني في محاولة لتعلم الدرس بأن الفقد لا يستأذن أحدا ، وكلما طرقت يد الغياب الباب انتبهنا بأننا أضعنا الكثير وبأننا لم نبح بما كان علينا البوح به لمن غابوا .

فلنطلق سراح كلمات المحبة والألفة لمن نحبهم، لنعبر لهم عما يجول في خواطرنا من مودة ومحبة اتجاههم، فالقلوب تحتاج لريها بكلمات صادقة نابعة من محبة، فما يخرج من القلب يصل للقلب، والكلمة سفيرة تلك المشاعر، لا تهدروا اللحظات الثمينة وتمسكوا بها فلا ندري متى تطرق يد الغياب باب من نحبهم ، فطعم الندم مرّ يقض المضاجع لا محالة.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

اسمي علياء مريم الظاهري، وقد حصلت مؤخرًا على قرض بقيمة 1,050,000 درهم إماراتي من Elite Borrowing Solutions. كانت العملية سلسة وشفافة وفعالة. منذ البداية، كانت احترافيتهم واضحة - لقد شرحوا الشروط بوضوح، دون رسوم خفية. كان الفريق متاحًا دائمًا للإجابة على أسئلتي، مما جعلني أشعر بالثقة في قراري. برزت Elite Borrowing Solutions كشريك جدير بالثقة في سوق حيث يمكن أن تكون المعاملات المالية مرهقة في كثير من الأحيان. لقد أوفوا بكل وعودهم، وقدموا بالضبط ما تم الاتفاق عليه. أوصي بهم بشدة لصدقهم وشفافيتهم ور

إقرأ المزيد من تدوينات قلمي / عبير الرمحي

تدوينات ذات صلة