وعلى غفلة من الزمن تنتهي حياة الإنسان بكل قوته وجبروته ويصبح كأنه لم يكن

بيد مرتجفة ونظرات زائغة أشعل سيجارته الأولى لهذا اليوم .. شعور غريب انتابه منذ استيقظ فجرا ، هنالك شيء مختلف ضربات قلبه ليست كالمعتاد حدق في الفراغ ، جلس صامتا ولكن في داخله عدة أصوات تتحدث في نفس الوقت ، رويدا رويدا خبا كل شيء انقطعت الأصوات وحل الفراغ محلها ، لا شعور ولا أفكار ، عيناه تدوران في الفراغ وكأن خلفهما غابة من السكون والفراغ ، شيء ما انطفأ فيهما فلم تعد عيناه تتكلم كما كانت زوجته تقول له في الماضي ، بأنها تدرك ما يريد بمجرد النظر لعينيه ، ولكن الآن سكتت العينان كما سكت كل شيء فيه، كل هذه الأعوام التي مرت بكل ما فيها من أحداث وصراعات انتهت وأصبحت لا شيء ، لم يعد بمقدوره تقديم المعونة لأحد ولا حتى الذكريات الجميلة التي كان يقصها على أحفاده وأبنائه،أين ذهب كل شيء لا يدري ، هل يعقل أن تمحى ثمانون عاما هكذا بلمح البصر بين ليلة وضحاها ، ما أسخف حياتنا وما أضعفه من مخلوق هذا المسمى إنسان بعد كل جبروته وعظمته يصبح وكأنه لم يكن ، يصبح نسيا منسيا ذكرى جميلة مرت وانتهت .

أغلق الطبيب الملف المفتوح أمامه وكتب عليه بخط كبير جلطة دماغية .


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

حبيبتي نداء ليش مصدومة 🌺🌺

🥺🥺😥

إقرأ المزيد من تدوينات قلمي / عبير الرمحي

تدوينات ذات صلة