عندما يتأمل الطالب في تجربته الجامعية، ما الذي يأمل أن يتذكره بعد تخرجه؟

هل الأصدقاء أم النقاشات الشيقة في الفصول الدراسية أم لحظة المشي على المنصة لاستلام الشهادة؟

هناك شيء واحد على الطالب إضافته إلى هذه القائمة: إحداث التغيير.


في حين أن للعمل التطوعي في الجامعة فوائد لا تعد ولا تُحصى، إلا أن التطوع في هذه المرحلة قد يكون له بعض التحديات؛ لذلك ترى أن طلاب الجامعة يتطوعون لساعات قليلة أو أن نسبة كبيرة منهم غير مهتمين بالعمل التطوعي وخدمة المجتمع.


لكن مع التطور السريع لسوق العمل نرى أن للعمل التطوعي قيمة مضافة تؤثر على الحصول على وظائف بعد التخرج. فما أهمية التطوع في المرحلة الجامعية؟ وما تأثيره على حياتك؟ وكيف تعمل الجامعات على دعمه؟



فوائد التطوع في المرحلة الجامعية


إن للتطوع مميزاته بالنسبة لأي فرد في المجتمع، لكن هناك فوائد محددة لتطوع الطلاب في المرحلة الجامعية تتمثل في ما يلي:



1- تعزيز السيرة الذاتية وتحسين فرص العمل


فالأشخاص الذين لديهم خبرة تطوعية في الجامعة لا يعززون سيرتهم الذاتية فحسب، بل يتفوقون بشكل فعال بين المرشحين المحتملين المتساوين في المؤهلات عند التقديم لملئ شاغر معين.



2- تطوير المهارات


يتيح العمل التطوعي للطلاب اكتساب خبرة واقعية وممارسة وتعزيز مهارات مهمة مثل القيادة وحل المشكلات وإدارة الوقت.


كما أن العديد من فرص العمل التطوعي توفر التدريب المكثف الذي يساعد الطالب على بناء المهارات التي تساعده في حياته المهنية المستقبلية مثل مهارات التواصل والتحدث والتسويق وغيرها بناءً على نوع العمل التطوعي الذي يشارك فيه.



3- بناء العلاقات


يتيح لك العمل التطوعي التواصل مع أفراد مجتمعك لجعله مكانًا أفضل وتعزيز مهاراتك المجتمعية، كما يتيح لك فرصة بناء الكثير من العلاقات:


  • تكوين صداقات جديدة


يعد التطوع طريقة رائعة لتكوين صداقات جديدة؛ حيث أنه يتيح لك فرصة العمل مع أشخاص يشاركونك اهتماماتك وشغفك.



  • بناء علاقات مهنية مع أصحاب العمل


يعد العمل مع المنظمات غير الربحية طريقة رائعة للطلاب لاستكشاف المسار الوظيفي الذي يرغبون به، حيث أن هذه المنظمات عادة ما تساعد على ربط الطلبة المتطوعين بجهات أخرى من شأنها توظيفهم مستقبلًا نظرًا لأن لها علاقات مباشرة مع العديد من الشركات والمؤسسات في المجتمع.



كذلك يعملون على تقديم النصائح المهنية المفيدة للمساعدة في توجيه الطلاب في دراساتهم.



4- يؤدي إلى حياة أكثر توازنًا


على الرغم من أن الجامعة تعد تجربة غنية وممتعة إلا أنه يرافقها العديد من التحديات والضغوطات؛ وبالتالي فهي الوقت المناسب الذي يتعلم فيه الشباب كيف يصبحون مستقلين وقادرين على إدارة وقتهم وإيجاد طريقهم في العالم الحقيقي.


كذلك هناك العديد من الدراسات التي تبين فوائد الصحة النفسية والجسدية والعقلية للتطوع حيث أنه:


  • يعزز ثقتك بنفسك واحترامك لذاتك ورضاك عن الحياة مما يؤدي إلى الشعور بالإنجاز.

  • يعزز لديك نظرة إيجابية لحياتك وأهدافك المستقبلية.

  • يقلل من احتمالية الإصابة بالإحباط والتوتر عند مرورك بأوقات عصيبة.

  • يزيد من نشاطك وبالتالي يحافظ على صحتك الجسدية.


ونتيجة لذلك يشجع طلاب الجامعات على أن يصبحوا أفرادًا ذوي عقلية اجتماعية مدى الحياة.




أسباب عدم مشاركة الطلاب في العمل التطوعي في المرحلة الجامعية


هناك العديد العوائق التي تحد من اشتراك طلاب الجامعة في العمل التطوعي:


1- عدم وجود الوقت الكافي


مع إعطاء الأولوية للصفوف والأنشطة الرياضية والنوادي والوظائف مدفوعة الأجر قد يكون من الصعب على الطلاب إيجاد وقت للعمل التطوعي.


2- شعور الطالب المستمر بالارتباك والتوتر


يشعر بعض الطلاب بالارتباك عندما يكون الأمر متعلقًا باختيار التخصص وترتيب أمور التدريب والفصول الدراسية وإنهاء الواجبات المطلوبة وبالتالي فإن هذا الشعور يمنعهم من إضافة نشاط آخر إلى قائمة المهام الخاصة بهم، نظرًا لعدم قدرتهم على إدارة وقتهم بشكل جيد.


3- الضغوطات المالية


بعض الطلاب بحاجة إلى العمل بدوام جزئي لتسديد رسوم فصولهم الدراسية، كذلك قد لا يكون لدى بعضهم وسائل تساعدهم على التنقل خارج الحرم الجامعي للتطوع.


4- قلة الوعي


قد لا يكون الطلاب على دراية بكيفية التطوع في الكلية أو لا يعرفون مكان العثور على فرص للتطوع.



كيف تدعم الجامعات الطلاب المتطوعين؟


هناك الكثير من الطرق التي يستطيع من خلالها أعضاء هيئة التدريس والمنظمات المجتمعية إشراك طلاب الجامعات في العمل التطوعي وخدمة المجتمع:


1- تكوين العلاقات المجتمعية


تتعاون بعض الجامعات مع المنظمات المجتمعية من أجل توفير فرص التطوع لطلاب الجامعات في مجالات مختلفة.



2- توفير برامج تطوعية ضمن نطاق الحرم الجامعي


تقدم بعض الجامعات برامج تطوعية صيفية للحفاظ على تفاعل الطلاب مع الحرم الجامعي طوال العام، مما يتيح للطلاب اكتساب مهارات حياتية متنوعة.


كذلك تعمل على تسهيل وصول الطلاب إلى البرامج التطوعية من خلال عمادة شؤون الطلبة وصفحة الويب الخاصة بها.



3- تشجيع الابتكار


تعد الجامعة مكانًا آمنًا للطلاب لاستكشاف أنفسهم كمفكرين ومتعلمين وقادة؛ حيث توفر فرصًا للطلاب للانغماس في المشكلات الاجتماعية المهمة والتحديات ومعالجتها والتفكير في حلول مبتكرة ودعمها وبذلك يكون الطالب منخرطًا بشكل أكبر في المجتمع المحيط.




4- مكافأة المتطوعين


وهي إحدى الطرق التي تشجع الطلاب على الالتزام بخدمة المجتمع، ليس بالضرورة أن تكون مكافأة مالية، يمكن أن تقدم الجامعة في المقابل رسائل توصية لأصحاب العمل أو ربط الطلاب المتطوعين مع المؤسسات والشركات ومساعدتهم في الحصول على وظائف بشكل أسرع.





العمل التطوعي من أهم الأمور التي من شأنها مساعدتك في اكتساب العديد من المهارات الحياتية التي قد تساعدك في حياتك المهنية في المستقبل،


لذلك خصص بعض الوقت للعمل التطوعي، كن عضوًا فعالًا في المجتمع وأحدث التغيير.




صافي

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات صافي

تدوينات ذات صلة