يظلّ ذاك الخرّيج مقيّدًا، وأبواب الوظائف موصدة لا تقبل إلّا بالخبرة؛ حتى تنطفئ جذوته، ويخبو شغفه!
_____________________________________________
دَرَسَ واجتهد، حلم وخطّط، نجح وتفوّق، وأخيرًا أنهى دراسته، وسيسعى الآن ليحقق طموحه ويبحث عن وظيفةٍ ظلّ يعيش فيها بحلمه طوال سنين دراسته. أخيرًا سيُقدّم أوراقه لهذه الوظيفة الّتي كلّما واجه عوائق أثناء دراسته تخيّل نفسه فيها؛ فهانت الصّعاب وتحوّلت لدوافع!
"نعم سأُكمل نجاحاتي بوظيفة تزيد من مهاراتي وقدراتي" هكذا كان يحدّث نفسه.
ولكن كيف استقبله الواقع!
نعم، لقد صفعه صفعته المؤلمة!
فكلّما قدّم لعمل تألّم، وكاد الأمل يُقتل؛ إذ إنهم قيّدوا القَبول في الوظائف بالخبرة، ومن أين له بها؟ يا للحسرة!
يرجو أن تأتي له تلك الفرصة الّتي يُثبت فيها كفاءته وقدرته، ولكنّ الأبواب موصدة! ويظلّ قابعًا خلف سجون (شرط الخبرة) مقيّدًا بها!
ويبقى السّؤال الّذي يعصف به: من أين وكيف أحصل على خبرة ما دام كلّ الشّركات تشترطها!
كم من أحلام ظلّت أحلامًا!
وكم من همم باتت همومًا!
ولعلّ ذاك الخرّيج بهمّته وشغفه ولهفته يبرع أكثر من غيره! لعلّه أكثر قدرة، وما إن يبدأ العمل شيئًا فشيئًا حتى يكون نجمًا ساطعًا، وموظّفًا مُلهمًا!
قرأتُ مرّة شرطًا لإحدى الوظائف أن يكون الموظّف قادرًا على العمل بأقل التّعليمات. لستُ أُنكر أنّ الموظّف المتمرّس والقادر على ذلك سيكون أفضل للشّركة، وقادرًا على الإبداع، وحلّ المشكلات بطريقة أسرع -إن كان شغوفًا بالعمل، ولكن هل من الضّرر إن استقطبنا بعض الخرّيجين وأهّلناهم بانخراطهم مع ذوي الخبرة، وحاولنا أن نفيدهم من خبراتنا؛ حتى يصبحوا نفعًا ووقودًا!
إنّنا لن نخدم فردًا؛ بل سنخدم أسرة وشركة ومجتمعًا وأمّة!
فارحموا قلبًا بهمّته سما، وبالواقع نجمه خبا.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات