اعلم يا صاحب الهمّة أنّ الأمّة تحتاج إلى همم أمثالك، وأخشى إن تخلّيتَ أن تُستبدل؛ فكن مثلًا يُحتذى به، ومنارة تضيء ليل البائسين.

_____________________________________________________________________________________________

يا صاحب الأمنيات والهمم الباسقات، أخبر الأماني الّتي ما زالت تكتسي ثوب الأحلام، وتعيش رؤى بعيدة المنال أنَّ الله سيتولّاها بقدرته، سيُدبِّرها بتدبيره، سيتكفّلها بجميع شأنها.

فإن كان فيها الخير فإنّك حتمًا سترى بزوغ فجر أحلامك، وستسطّر على جبين المجد اسمك، وستكتب على لائحة الزّمن (قد جعلها ربّي حقًّا)، وإن كان شرًّا فإنّ الله سيصرفها عنك، وسيبدلك خيرًا منها، ويُرضيك بقَدَرِه (يُدبّر الأمر).

إنّ تلك الأحلام الّتي تتدلّى على أغصان المُنَى ستعيشها يومًا ما، ما دمتَ عزمتَ، ثُمّ توكلتَ ودعوتَ، ثُمّ عملتَ واجتهدتَ (فإذا عزمتَ فتوكّل على الله).

أحلامك، أهدافك، طموحاتك الّتي رسمتها في مخيّلتك أطلقها إلى عنان السَّماء بدعاء صادق، ورجاء واثق لِمَن بيده ملكوت كل شيء.

أرأيت ماء البحر المالح كيف يصعد للسّماء بخارًا؛ فيتشكّل بعد ذلك غمامًا، ثمّ ينزل إلى الأرض غيثًا عذبًا نقيًّا!! فاصعد بأمنياتك ودعواتك إلى السّماء، وسيتولّى الله أمرها، ستعود إليك حاملة البشرى متوّجة بإكليل الاستجابة مصطحبة معها خير الأقدار -بإذنه تعالى.

إن حلّ الظّلام، وأمسى الناس نيامًا نادِ باسم رب الأنام، ناجِ ذا الجلال والإكرام صاحب العزّة التي لا ترام، أخبره عن أمنياتك والأحلام. وإذا أرسلَتِ الشّمس أشعّتها، وغرّدتِ العصافير منبئة عن بزوغ الفجر؛ فتفاءل وأطلق زفير الهمّة، ثمّ شمّر عن ساعديك، واسعَ في الأرض، واعمل ونقِّب عن طموحاتك.

اجعل هدفك ساميًا عاليًا يناطح أعالي السحاب، وحتمًا أنَّك في طريقك لتحقيقه والوصول إليه ستُحقّق إنجازات أصغر حتى تصل لهدفك الأعظم.

تناسَ كل كلمات المحبّطين والسّاخرين، صُمّ أذنك عن كيد الكائدين ومكر الحاقدين، بل اجعلها وقودًا يدفعك كلما خبت همّتك. إنّ الصِّعاب ليست إلّا للأقوياء، إنّهم يجتازونها بعون الله، ثم بإرادتهم؛ فيزدادون قوّة، ثمّ يصلون للقمّة بقوّة وهمّة. إنّهم لا ينثنون، ولا ييأسون، ولا ينطفئون، هم مشاعل من ضياء ليست تخبو!

واعلم يا صاحب الهمّة أنّ الأمّة تحتاج إلى همم أمثالك، وأخشى إن تخلّيتَ أن تُستبدل؛ فكن مثلًا يُحتذى به، ومنارة تضيء ليل البائسين.




ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

ولا ننسى الدعاء لأنفسنا وأهلينا وأقاربنا وغيرهم ولإخوننا المستضعفين في كل مكان عامة وفي سوريا وفلسطين خاصة
ونقاطع المنتجات والمحال الغربية أو الداعمة لعدونا هذا إن لم نستطع إغاثتهم ونصرهم بشكل مباشر وإلا نكون قد خناهم وخذلناهم وأما من يستطيع إغاثتهم ونصرهم بشكل مباشر فيجب عليه ذلك وإلا سيكون خائنًا ولا نستقل من هذه الأمور وإن كانت بسيطة.

إقرأ المزيد من تدوينات أسرار الأرحبي

تدوينات ذات صلة