تلك الخطوةُ هي الوقود الذي يدفعُنا لتحقيقِ الإنجازاتِ التي نسعى للوصولِ إليها علنا نلامس خيوط الاعتزاز بالنفس ونغدو غراسًا بنَّاءةً تزرع ثمارًا صالحة.

أفكارٌ تخطرُ على بالكَ الآن، تتمحورُ في كيفيةِ البدءِ في تغييرِ الذات، لكن هناكَ خوفٌ مُستمر من الفشل، دعنا نُفكِّرُ قليلًا بصوتٍ مُرتفع، يا تُرى ما هو الفشل؟ حسنًا أنا سأُجيبُك..


الفشل يتمحور في سكونِ العقلِ دونَ مُحاولةٍ لتصحيحِ مسارهِ الخاطئ، عزوفِ خلاياهُ عن إضرامِ النارِ بالأفكارِ السلبيةِ وتحويلِ الدخانِ إلى قلمٍ تكتبُ فيه أهدافكَ القادمة.


خائفٌ ومُرتجف، تلك المشاعر أعرفها جيدًا، لكن دعنا نرى خيوط السماءِ التي تمدُّ ذِراعها لكَ كي تستكشفَ ذاتكَ مُجددًا، لا تسأل عن النتائجِ في هذه اللحظات؛ لأنَّكَ ستُبصِرُها لاحقًا، لن أقول لكَ بأنَّكَ محصورٌ في وقتٍ مُعيَّن ولا في زمنٍ مُحدَّد، فالأوقاتُ تُطِلُّ عليكَ من برهةٍ لأخرى، تذكَّر دائمًا، ما زال هُناكَ مُتَّسَعٌ مِنَ الوقت، ما زالت ذرَّاتُ الشمسِ تسطعُ مُغذِّيةً روحكَ بالحياة، هناكَ يومٌ جديدٌ ودقائقَ إضافية.


دائمًا اسمح لِنَفسِكَ بقليلٍ من الراحة، تقبَّل فكرة التعب في بعضِ الأوقات، والبحثِ عن اللاشيء في أوقاتٍ أُخرى، فبعد تلك المراحل ستترصَّعُ حياتك بمرحلةٍ ذهبية، ألا وهي مرحلة النضج، اسمح لنفسكَ بالنضجِ على مهل، وتعلُّمِ الأشياءِ البسيطةِ بسلاسة، لا تُكَبِّل معرفتكَ بأوامرَ خارِقة، مهلًا على نفسك.


هُناكَ الكثيرُ مِن الآراء التي تحدُّ مِن البدءِ بإصلاحِ الذاتِ وترميم النفس بتروٍ وتأنِ، فالناس تُلقي على كتفكَ جِبالًا من الانتقادات اللاذعةِ والجارحة، أدري بأنها تُقَلِّصُ حجمَ السعادةِ في قلبك، وتغدو غيوم جلد الذات تحجب الرضا عن عينيك، تناسى كُلَّ ذلك وركِّز على الطاقة المخزونةِ في كنفِ عقلك تصلُ لأبعدِ نُقطةٍ مِن النجاح.


قليلٌ يسكُنُ حياتك خيرًا مِن كثيرٍ يزورُكَ لِدقيقة، فعِندما تعتني بخمسِ دقائق تُطعمها من ما لذَّ وطاب من العِلم تُزهر وتنمو لتتضاعفَ وتنشر حُبَّ الاستطلاعِ في ذِهنك، مرةً تِلو الأُخرى ترنو إلى توسعةِ مساحاتِ عقلكَ بالمعرفةِ والمُطالعة.


ابدأ من الآن، ورقة وقلم، نية صادقة، تشجيع ذاتي، ولا ضيرَ في القليلِ من التشجيعِ المُنبعثِ مِن العائلةِ والأصدقاء، لكن احذر أن تعتمد بشكلٍ كُلِّيٍ على التشجيعِ الأخير؛ لأنَّكَ ستنتظرُ كثيرًا إذًا لم يكن موجودًا، وربما لن يأتي أبدًا، فماذا ستفعلُ في تِلكَ الحالة؟ هل ستبقى مُستلقيًا تضرِبُ في أفكارِكَ المُتعطِّشَةِ لِرؤيةِ ملامحِ الجِدِّ عرضَ الحائط؟


لِتُحَقِّقَ خُطوةً صحيةً قادرةً على السيرِ في خطِّ الحياةِ ثابر، أنظُر إلى ما وراءَ الأشياء، التهم الكتب، كُن جائعًا لحروفها ومُفرداتها، كُن مُتعطِّشًا لمفاهيمها، وتمعَّنِ الأشياءَ مِن حولِك، وركِّز في التفاصيل، واحرص على أن تجعل ذلك تدريجيًا، كافئ نفسك مُكافأةً مادية أو معنوية، اصطحب وردةً بِرفقةِ جارها التُراب ورحِّب بِموهِبتك المدفونةِ التي أهملتها منذُ زمن، واستأنِف ترميمها برفق.


كُن حياة بِداخِلِها حيواتٍ عديدة، إنسانٌ تأنَسُ بِقُربه، تأمَّل الأرض، وتعلَّم اللين في مُعاملةِ نَفسِك قبل الناس؛ لأنَّكَ إذا كُنتَ كريمًا مع روحِك ستوهبُ الناس الاحترام بكُلِّ يُسر.


هُناكَ طيرٌ في كينونتك سيُحَلِّقُ في سماءِ الدُنيا وينغمس في تفاصيلها الشيِّقة، لذلك ابدأ الآن، فالخُطوةُ الأولى إذا ما تيسَّرت تتبعُها خطواتٌ لا مُتناهية.

وِداد

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

تدوينات من تصنيف تحفيز

تدوينات ذات صلة