نحنُ بدونِ أجنِحةِ قُلوبِنا لا نُبصِرُ إلا الاستسلام لذلك نحتاج إلى إعطائها جُرعةً من الشجاعة لتتنقَّل بسلاسةٍ بين غيومِ السماءِ مُجدَّدًا
مع كُلِّ دقيقةٍ تَمُرُّ على قلبِ الإنسان تُبقي نُقطةً فيه، هذه النُقطة تصقلهُ بطريقةٍ مُعيَّنة بالرغمِ مِن عدم إدراكِهِ لِذلك، في بعضِ الأحيان توجعُهُ هذه النُقطة، تُصيبهُ بنوعٍ مِن الإحباط، يشعُرُ بأنَّهُ عاجزٌ عن تجاوزِ ذاكَ الموقف، أمَّا لو نظرنا للنُقطةِ الأُخرى التي تتوسَّدُ ذاكَ القلب سنرى بأنَّها ترسُمُ له عرشًا بينَ جُذوعِ شجرتينِ يُهيَّء له بأنَّهُ متين، لكنَّهُ في حقيقةِ الأمر هشًا مُتزاحِمًا بالوهن؛ لأنَّهُ -مع أوَّلِ موقفٍ صعبْ يتلاشى.
ميزانُ التفكيرِ أفضلُ ما قد يحظى بهِ الإنسان؛ لكي يُعادل ما بين مشاعره وقراراته الحكيمة، أعرفُ بأنَّ الشاعر في بعضِ الأحيان عُنوانُ الحكمة، لكنَّها في أوقاتٍ كثيرة تتزاحمُ بالتسرُّع، فيجبُ على الإنسان أن يرتاحَ تارة بين خلايا العقل وأن يهوي تارة في ثنايا القلب.
تكوُّرِ الذاتِ على ذاتِها، تقبُّلِها في شتى حالاتِها، طبطبتِها على جِلدِها الذي عاصرَ مراحِلَ كثيرة وتكيَّفَ مع أزمِنَةٍ عديدةٍ مُعبَّأةٍ بالدُروسِ القاسية والليِّنة، فَعَليكَ أن تعرفَ بأنَّكَ تمتلِكُ رونقًا خاصًا يعكِسُ جوهركَ النادر، فتصِلُ لقناعةٍ مفادها تجاهُل الانجرارِ وراءَ حصدِ رضا الناس، فتنشَغِلُ في إصلاحِ سريرتك، وإلقاءِ جِلدِكَ الميِّتِ من التوتر واللامبالاة في سلَّةِ القُمامة.
الحُزنُ كما الفرح، يحتاجُ لترحيبٍ وتهليل، فالهروبُ مِنهُ يُضاعِفُ المشكلة ويُفاقِمها بدلًا من حلِّها، التخبُّط بين زجِّ مشاعِرِ الحُزنِ في سجنِ النِسيان يجعلها تنفجر.
نحنُ في المُحصِّلة كُتلةُ مشاعِر، نتشكَّلُ مع الحالةِ التي نَمُرُّ بِها، نعيشُ مع الحُزنِ والسعادةِ والخُذلان، نُعاصِرُ الانكسارَ ونُداوي أنفُسَنا بِأنفُسِنا.
سنمُرُّ في كُلِّ محطَّةٍ مرسومةٍ لنا لا محالة، مهما هربنا أو تجاهلنا أو حتى بحثنا عن محطةٍ أُخرى، سَنعودُ لها في نِهايةِ المطاف، سَنعودُ لها مُتعَبين، مُتعَبينَ مِن رَبطِ خُيوطِ الحُزنِ مع بعضِها البعض لِنَكتَشِفَ بأنَّنا ربطناها على أصابِعِنا فَقُطِعَت، لِماذا نُعذِّبُ اللحظاتِ التي تُنصِفُ الحُزنَ ولا تُنكِرُه؟
لذلك علينا أن نُفسِحَ المجالَ لِبعضِ الدُموعِ بالتنحِّي عن السكوت.
دائمًا وأبدًا لوِّن تِلكَ الأجنِحة التي تسكُنُ قلبَك، واسمح لها ببعضٍ مِنَ السكونِ والسُّكوتِ عنِ المسؤوليَّاتِ الشاقَّة، بجِّل ذاتَكَ ولا تجلدها.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات