هل في رحلتنا القصيرة في الحياة نتذكر الحقيقة الأساسية التي ترافقنا في تلك الرحلة؟

ننسى كثيرًا أهم ما يُتذكر، لأننا ننسى هدفنا الاساسي من كل شيء نسعى وراءه...


تنسى أن قد يكون السبب الحقيقي لنيل مرادك ليس السبب المادي المباشر له بل السبب الروحي الذي يتوقف عليه، الأسباب المادية تفعلها فقط لأنها كل ما تستطيع فعله، ولكن تلك الأسباب ليست الأسرار والمفاتيح التي ستفتح لك ذلك الباب، ففي النهاية هي بيد الله وحده ،فقد يكون نجاحك وحصولك على عمل أو وظيفة ليس من أجل أنك اجتهدت وذاكرت وحاولت وبحثت عن عمل ليل نهار، ولكن لذلك الشخص الذي طيبت خاطره وأدخلت السرور على قلبه!


و قد تخسر شيء من المستحيل أن تخسره بحسابات الدنيا ،فأنت فعلت كل الأسباب وفي نظر كل الناس أنت أحق به من أي شخص آخر، ولكنك في النهاية لا تحصل عليه، حبنها لا تفهم ما الذي يحدث، ولكن الأمر بسيط للغاية، ماذا عن ذنوبك التي تفعلها ولم تحاول أن توقفها؟ ماذا عن الطاعات التي تستطيع أن تفعلها ولكنك تتكاسل عنها؟ في النهاية ماذا عن هدفك الأساسي وراء كل ما تفعله وهو طاعة الله ورضاه؟!


فكل شيء يحدث بعكس ما نريد، وكل الأساب التي لا تأتي بنتيجة، عليك أن تنظر إلى هدفك الأساسي وهو طاعة الله وعبوديته، فإذا لم أحصل على شيء أنظر في علاقتي بالله هل يوجد بها أي تقصير؟ فإن لم يكن كذلك إذن أحتسب الأجر فأن ذلك البلاء من عند الله ليختبر صدق رغبتي في البقاء على طريقه وأن أثبت ولا تجعلني الرغبة في ذلك الشيء توصلني إلى أن أفقد الهدف الاساسي من وراءه وهو رضا الله.


وأنظر إلى نيتك في فعل الشيء والسعي وراءه هل هو حقًا لله؟ وأنظر في توكلك هل تتوكل على الله أم تتوكل على نفسك وأنظر إلى ثقتك بالله، في النهاية أنظر إلى كل المعاني التي تنير قلبك ولا تنظر إلى الاسباب المباشرة فحسب .


أنظر في الرسالة بالبتأكيد أتى البلاء ليخبرك عن نقص معين في علاقتك بالله لكي تعرفه وتعمل على إصلاحه ليس بنفسك بل بمعونة الله سيكون الأمر مرهق في البداية حين تعرف وتشعر أنك لست على مراد الله، ولكن تأكد أن الله ابتلاء لأنه يحبك، يريدك أن تكون أقرب، ويريد أن يكفر عنك سيئاتك ،استعن بالله اهرب الى الصلاة والدعاء لكي يعينك الله على أن تقوي ذلك الضعف الذي كشفه الابتلاء لك، وتأكد أن ذلك الابتلاء معه لطف عظيم من الله وتأكد أن كل محاولة لكي تصلح نفسك وكل ألم على حالك أنت مجازى به، فقط كن مع الله.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات ولاء صلاح عبد الكريم

تدوينات ذات صلة