أكتشف العلماء نوعا جديدا من الإنقسام الخلوي لأول مرة، وأطلق العلماء عليه مصطلح "الانشطار اللاتخليقيّ".

لاحظ العلماء الذين يدرسون يرقات سمك الزرد شيئًا غريبًا.. فعلى ما يبدو أن خلايا الجلد كانت تنقسم دون تكرار الحمض النووي الخاص بها. لقد تأكدوا، وأكدوا أن ما رأوه كان حقيقيًا، مما أدى إلى قلب ما اعتقدنا أننا نعرفه لمدة كبيرة في السابق عن انقسام الخلايا، ويحدث ثورة جدية في علوم الأحياء والطب مستقبلا، لأنه يضيف نوعا ثالثا من الانقسام الخلوي لعلوم الخلية والوراثة.


من المعروف أن هناك نوعان من انقسام الخلايا عرفناهما منذ فترة طويلة، ودرسناهم ونقوم بتدريسهم للطلاب، كما تمت دراستهما على نطاق واسع.

الكائنات الحية التي تتكاثر جنسيًا لديها مجموعة معينة من الخلايا تسمى الخلايا الجرثومية التي تخضع للانقسام الاختزالي. في إحدى تلك الخلايا التي تخضع للانقسام الاختزالي، يتم تكرار الحمض النووي ثم تحدث دورتان من الانقسام الخلوي، مما ينتج عنه أربع خلايا بنوية، أو أمشاج، مع نصف عدد الكروموسومات فقط مثل الخلية الأم. ويسمي هذا النوع من الإنقسام بالإنقسام الميوزي.

تعود الجاميتات معًا لإنتاج زيجوت بالكمية الطبيعية الأصلية من الحمض النووي (كامل الجينوم). في حالة الانقسام الفتيلي (الميتوزي)، تقوم خلية واحدة بتكرار الحمض النووي الخاص بها، ثم يتم فصل هاتين النسختين من الجينوم بعناية وتوزيعهما بالتساوي على خليتين جديدتين. تحتوي الخلايا الوليدة على نفس عدد الكروموسومات مثل الخلية الأم (انقسام متماثل طبق الأصل).

نوع جديد من الانقسام الخلوي

لكن في هذا النوع الجديد من الانقسام الخلوي، والذي يُطلق عليه الانشطار اللاتخليقي (Asynthetic Fission)، أو الانشطار اللاتَركِيبِيّ، أو الانشطار غير الاِصطِنَاعِيّ، أو الانشطار الزائف، يمكن للخلايا أن تخضع لجولتين من الانقسام الخلوي دون إنتاج أي حمض نووي أو "دي إن إيه" (DNA) جديد.


(Asynthetic Fission)، يمكن للخلايا أن تخضع لجولتين من الانقسام الخلوي دون إنتاج أي حمض نووي أو "دي إن إيه" (DNA) جديد.

تم نشر هذا البحث في دورية "نيتشر" (Nature) العريقة، وفي هذه الدراسة، أجرى الباحثون هندسة وراثية على سمكة الزرد أطلقوا عليها اسم جلد النخيل. تم تمييز خلايا الجلد، أو الخلايا الظهارية السطحية (SECs) لهذا النموذج بألوان مختلفة، بحيث يمكن تتبع كل خلية فردية مع نمو الأسماك.


أظهر التصوير المتقطع أن إحدى وحدات الخلايا الظهارية السطحية (SECs) كانت تولد ما يصل إلى أربع خلايا بنوية، لكن التلوين أظهر أن هذا كان يحدث دون تكرار الحمض النووي.

بشكل لا يصدق، لم تكن كل الخلايا الظهارية السطحية للخلية البنوية تحمل جينومًا كاملاً في أسماك الزرد الطبيعية، وهو أمر لم يتم ملاحظته من قبل.


لاحظ مؤلفو الدراسة أن هذا يبدو أنه يحدث فقط في مرحلة النمو عندما تنمو الأسماك بسرعة، وربما تكون طريقة فعالة للغاية لضمان وجود خلايا كافية للالتفاف عندما يحتاجها الحيوان لتغطية مساحة سطحها المتزايدة بسرعة.


ووجدوا أنه مع تقدم هذه الحيوانات في العمر، تم استبدال الخلايا الظهارية السطحية (SECs) غير العادية التي تفتقر إلى الجينوم الكامل تدريجياً بخلايا ظهارية طبيعية تحتوي على الجينوم بأكمله.

وقد يحدث هذا الانشطار غير الاصطناعي مع تمدد الجلد أو تنشيطه عن طريق التوتر الخلوي.


ويهتم الباحثون الآن بمعرفة ما إذا كان الانشطار غير الاصطناعي يحدث في كائنات حية أخرى أو في سياقات أخرى. على سبيل المثال، هل هناك وقت أو مكان يمكن أن يحدث فيه هذا الانقسام في خلايا البشر؟




ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات د. طارق قابيل

تدوينات ذات صلة