تقول العديد من التفسيرات إنها تعود لما يحتويه من طحالب وعوالق نباتية يميل لونها إلى اللون الأحمر


يختلف المؤرخون حول الأسباب التي أدت إلى تسمية البحر الأحمر بهذا الاسم، وتقول العديد من التفسيرات التاريخية والعلمية إنها تعود لما يحتويه من طحالب وعوالق نباتية يميل لونها إلى اللون الأحمر، وهي من أشهر أنواع الطحالب الموجودة في مياه هذه المنطقة وتغطي مساحة كبيرة منه، وتعطي البحر لوناً أحمر خلاباً بارزاً عند الغروب،


قالت كارين كلاينهاوس، الأستاذة المشاركة في علوم البحار والغلاف الجوي في جامعة ستوني بروك في نيويورك: "لا أعتقد أن أحدا يعرف على وجه اليقين كيف حصل على اسمه". وأضافت أنه من الممكن أن يكون الجواب متعلقا بالطحالب - في هذه الحالة، Trichodesmium erythraeum وتسمى أحيانا "نشارة البحر"، وهي نوع من البكتيريا الزرقاء (البكتيريا المائية التي تعيش من خلال عملية التمثيل الضوئي) التي تنتمي إلى مجموعة الطحالب الخضراء المزرقة، وهي مسؤولة عما بين 60٪ و80٪ من تحويل النيتروجين في المحيط، وفقا إلى مرصد الأرض التابع لناسا.


فيما يرجع آخرون التسمية نسبة لحدوده مع الصحراء المصرية التي كان القدماء المصريون يسمونها «الأرض الحمراء»، بعد أن سماه العرب قديماً ببحر القلزم، ومع ذلك، من المحتمل أيضا أن يكون البحر الأحمر سمي على اسم الجبال الحمراء التي تصطف على أجزاء من شواطئه، مثل الساحل الأردني.


البحر الأحمر أو بحر القُلْزُم، أو بحر الحبشة. يعدّ مدخل مياه بحر المحيط الهندي، الواقع بين أفريقيا وآسيا. والاتصال مع المحيط في الجنوب من خلال مضيق باب المندب وخليج عدن. وفي الشمال يحده شبه جزيرة سيناء وخليج العقبة وخليج السويس (الذي يؤدي إلى قناة السويس).


البحر الأحمر هي ترجمة مباشرة للكلمة اليونانية إريثرا ثالاسا وعند العرب قديماً كان يسمى (بحر القلزم)، وكلمة قلزم تعني المضيق وسمي البحر بهذا الاسم نسبة إلى مدينة القلزم، وأسمها القديم كليسم، وقد تكون تسمية البحر مأخوذة من خرائط البرتغالية نظراً إلى خطر الدخول به الموسمية الحمراء اللون القريبة من سطح الماء. والبحر الأحمر أحد الأربعة بحار المسماة باللغة الإنكليزية بعد توحيد أسماء الألوان، والأخرى في البحر الأسود، البحر الأبيض والبحر الأصفر.


ويقع البحر الأحمر بين شمال شرق إفريقيا وشبه الجزيرة العربية. ويمتد ما يقرب من 1200 ميل (1930 كيلومترا) من خليج السويس في الشمال إلى خليج عدن في الجنوب، ويتصل في النهاية بالمحيط الهندي.

يبلغ أقصى عرض للبحر الأحمر 190 ميلا (305 كيلومترات) وأقصى عمق له هو 9974 قدما (3040 مترا). ويغطي مساحة تقريبا 174000 ميل مربع (450000 كيلومتر مربع).


الموارد الحية



يعدّ البحر الأحمر نظام بيئي غني ومتنوع. حيث يوجد أكثر من 1200 نوع من الأسماك التي سجلت في البحر الأحمر، ويوجد حوالي 10 ٪ منها لا توجد في الأماكن الأخرى. وهذا يشمل أيضاً 42 نوعاً من أسماك المياه العميقة.

البحر الأحمر يحتوي أيضاً على العديد من الشعاب الشاطئية تشمل الجزر المرجانية عديدة. العديد من الشعاب الشاطئية الغير عادية شكلت بتحدي تقليدي (مثل الداروينية) لمخططات شعب مرجانية مصنفة، ونسبت عموماً إلى مستويات عالية من النشاط التكتوني التي تتميز بها المنطقة.

أن التنوع الحيوي الخاص للمنطقة معترف به من قبل الحكومة المصرية، فقد أقامت محمية رأس محمد الوطنية في عام 1983. القواعد واللوائح التي تنظم هذا المجال هي لحماية الحياة البحرية المحلية، التي أصبحت تجذب أعداداً كبيرة من هواة الغطس.


ويحتوي البحر الأحمر على واحدة من أطول الشعاب المرجانية في العالم. وتمتد لمسافة 2485 ميلا (4000 كم) وتستضيف تنوعا غنيا من الحياة البحرية.


قالت كلاينهاوس "البحر الأحمر نقطة ساخنة للتنوع البيولوجي مع العديد من الحيوانات المتوطنة التي توجد فقط في البحر الأحمر أو خليج عدن".


قالت كلاينهاوس إن الخصائص الفريدة للشعاب المرجانية تجعلها واحدة من الملاذات البحرية الوحيدة في العالم من تغير المناخ.


وأضافت إن "الشعاب المرجانية التي وصلت إلى هناك في نهاية العصر الجليدي الأخير كانت فقط تلك التي يمكن أن تتحمل درجات حرارة عالية جدا وملوحة، بسبب ظروف البحر الأحمر وقت دخولها. لذلك، فإنها تعيش الآن بدرجة أقل بكثير من درجات الحرارة القصوى، ومن المتوقع أن تكون واحدة من آخر الشعاب المرجانية التي نجت خلال هذا القرن".


وقالت كلاينهاوس إن البحر الأحمر هو أحد أصغر المسطحات المائية في العالم، وقد تشكل من انقسام لوحين تكتونيين، الصفيحة العربية والصفيحة الإفريقية. وأضافت "لا تزال هذه الأشياء تنجرف عن بعضها البعض، لذا فهو بحر آخذ في النمو".


يقع على جزء من الوادي المتصدع الكبير، تبلغ مساحة البحر الأحمر تقريباً 438,000 كم2. وطوله حوالي 1900 كم، وأوسع نقطة فيه تبلغ 355 كم. أقصى عمق 3,040 متراً، ويبلغ متوسط العمق 490 متراً. ومع ذلك، هناك أيضاً ارصفة ضحلة واسعة النطاق تحظى بالكائنات البحرية والشعاب المرجانية. وهو موطن لأكثر من 1000 نوعاً من اللافقاريات، و200 نوعاً من الشعاب المرجانية الصلبة واللينة. وهو من البحار التي تقع شمال المنطقة الاستوائية.


تاريخ البحر الأحمر

قام قدماء المصريين بأول رحلة استكشاف للبحر الأحمر لأنهم كانوا يسعَون إلى إقامة الطرق التجارية إلى بلاد البونت. ووقعت إحدى هذه الحملات حوالي 2500 ق.م، وأخرى حوالي 1500 ق.م (بواسطة حتشبسوت). وكانت كلا الرحلتين على طول البحر الأحمر. وقد ذكر المقدسي في كتابه "أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم: أن بحر القلزم هو البحر الذي طَرَحت فيه أم موسى تابوت موسى لمّا خافت عليه من فرعون. وقد عبر بنو إسرائيل البحر الأحمر برفقة نبي الله موسى كما ورد في القرآن الكريم.

الملوحة


يقع البحر الأحمر بين الأراضي القاحلة، الصحراوية وشبه الصحراوية. والأسباب الرئيسية لأفضل نمو للشُعب المرجانية على طول البحر الأحمر هو بسبب الأعماق وكفاءة نمط التوزيع للمياه، مياه البحر الأحمر تتبدل مع مياه البحر العربي والمحيط الهندي عبر خليج عدن. وهذه العوامل الطبيعية تقليل تأثير الملوحة العالية التي يسببها تبخر المياه في الشمال وسخونة المياه نسبيا في الجنوب.


البحر الأحمر أحد أكثر المياه ملوحة في العالم، وذلك بسبب نسبة التبخر العالية. تتراوح الملوحة ما بين 36%

في الجزء الجنوبي نظراً لتأثير مياه خليج عدن وتصل إلى 41 % في الجزء الشمالي، ويرجع ذلك أساساً إلى مياه خليج السويس والتبخر العالي. حيث يبلغ متوسط الملوحة 40 % .


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات د. طارق قابيل

تدوينات ذات صلة