كيف يمكن الانتقال من التعليم البنكي إلى بنك المعرفة والتعليم في ظل التكنولوجيا الرقمية؟
كنتُ قبل أيام أبحث عن دراسات علمية منشورة في المجلات المحكمة للإطلاع عليها لأغراض بحثية ، فتنقلت عبر شبكة المعلومات بين عدة مكتبات رقمية، ومن بين أشهر المكتبات المكتبة المصرية الرقمية أو مايطلق عليها (بنك المعرفة المصري) ، وهي عبارة عن موقع تعليمي متكامل ينشر مواد تعليمية بحثية، ويهدف المشروع لنشر المعرفة بين فئات مختلفة من أفراد المجتمع، ويقال أيضا أنها أكبر مكتبة رقمية عربية، نظرا لما تحويه من مصادر معرفية تعليمية وثقافية وبحثية مقدمة من أكبر دور النشر وبيوت الخبرة.
بات مصطلح المكتبات الرقمية غير مستهجن علينا، فهناك العديد من المكتبات الرقمية التي يسهل الوصول إليها عبر الشبكة ، منها ماهو عالمي ومنها ماهو إقليمي بالإضافة لماهو وطني، ولكن ما لفت انتباهي هو اسم المكتبة الرقمية المصرية( بنك المعرفة) ذلك قادني لتذكر المفكر والفيلسوف البرازيلي ( باولو فريري) الذي جاء بمصطلح ( التعليم البنكي)، وأطرح سؤال هل يمكن الانتقال من التعليم البنكي إلى بنك المعرفة والتعليم؟ أقصد بذلك إمكانية توفير المعرفة والخبرات والتعليم الإلكتروني المطبق بطريقة صحيحة لجميع الأفراد؟
(فريري) هو من أشهر المفكرين التربويين في العصر الحديث ممن طرحوا أفكارا تدعو إلى تحرير التعليم ورفض التعليم التلقيني، ذلك ما اسماه ب(التعليم البنكي)، حيث يكون المتعلم متلقي للمعلومة من المعلم بشكل سلبي ، فيكون التعليم رأسي، إذ يودع المعلم المعرفة في أدمغة المتعلمين ويسترجعها،مع تهميش لذات المتعلم وتكديس الخوف من حرية إبداء الرأي ، ومن وجهة نظر فريري يجب أن يكون التعليم أفقي أي تشاركي بين المعلم والمتعلم، مع إتاحة الفرصة للمتعلمين بإبداء الرأي والحوار والمناقشة وحرية التفكير ، فكل ذلك يساعد المتعلمين على استعادة توازنهم وزيادة الثقة بقدراتهم العقلية فيصبح المتعلم مالكا للمعلومة ، على أن يكون دور المعلم ميسرا وموجها للمتعلمين،يرى (فريري) أن التكنولوجيا قادرة على فتح نوافذ المعرفة وتجعل التعليم متاحا للجميع ، بشرط أن لاتكون في يد الأقلية.
ومع الانتشار المتسارع للتكنولوجيا الرقمية وظهور أشكال التعليم الإلكتروني من التعليم عن بعد أو التعليم الهجين الذي يتم عبر المنصات الإلكترونية التي وفرت لنا بنوك من المعرفة والتعليم ، ويفترض أن يطبق بطريقة صحيحة لا يعتمد فيه المعلم على التلقين ويوفر الفرصة للمتعلمين للبحث والاكتشاف، وتكون العملية التعليمية تشاركية من خلال تطبيق استرتيجية الحوار والمناقشة، وحتى نكون منصفين في تطبيق التعليم الإلكتروني لابد أن تتوفر البنية التحتية وشبكة انترنت متاحة للجميع، عندها نصل إلى حرية التعليم أو تحرير التعليم الذي دعى له (فريري)، فننتقل من التعليم البنكي إلى بنك المعرفة والتعليم .
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
Ahmed Helal:كلامك صحيح الله يبعد عنا هذا الفيروس
مقال رائع استاذة
أن من ثمار أزمة كرونا للأسف وضيفت التكنولوجيا الرقمية بفروعها في أكساب العملية التعليمية مزيدا من السهولة والمرونة وأفاده الطلاب وأيضا أولياء الأمور