شهر الأنوثة بإمتياز

لايمكن لرجل أن ينكر أن شهر مارس هو شهر الأنوثة، شهر الطبيعة والخصب والجمال،

وفقوا في اختيار شهرمارس للاحتفال بمناسبات رقيقة وجميلة كيوم المرأة وعيد الأم .

فلهذا الشهر المتألق من بين جميع شهور السنة إيقاعه الخاص، الذي يهزالعالم بكل رقة ولطافة.

إيقاعه الذي يوحي لنا بالعطاء ، كما نشعر بأن قلوبنا مازالت تنبض وتحب الحياة بعدما انجلى عنها صقيع الشتاء وحل شهر الربيع الذي يبدأ مع شهر مارس أو شهر أذار كما هو متعارف عليه في بلاد الشام والعراق.

وإن كان شهرمارس مذكرا في اللفظ إلا أنه يحتوي الأنوثة، يقدسها كما قدستها الشعوب القديمة، قدست روحها الأنثوية، فنسجت القصص والأساطير عن الألهة الأنثى، لأنهم أدركوا قيمة ومكانة تلك الروح، هي رمز للخصب والجمال والطبيعة بل أعتبرت الأرض هي الأم.

الأرض بطبيعتها معطاءة لمن يفهمها ويقدرها ولها كبريائها، فإذا غضبت من البشر عاقبتهم بالأعاصير والفياضانات والحرائق، كذلك المرأة فهي تؤمن إيمانا مطلقا بأنها وجدت لتعطي، لتبني ، ولتحب وتتمسك بمن تحب. وإذا غضبت أوصدت الأبواب في وجوههم .

أتذكر مقالة لبودلير وإن كان هو شاعر في الأساس إلا أنه كتب مقالة نثرية في "مديح المكياج" حيث يصف الأصباغ التي تضعها المرأة على وجهها لتتزين كمحاولة منها التفوق على الطبيعة، ففي نظره المرأة تستحق أن تتزين لكي تُعبد!!.

فابلطبع نحن لانؤيد كلمة تعبد أو تقدس، ولكن للمرأة حق أن يكون لها مكانتها في المجتمعات الإنسانية وهذا ما تؤكد عليه جميع الشرائع السماوية، ومن أعظم الفلاسفة العرب الذين دققوا في مكانة المرأة وأهميتها في المجتمع ابن رشد ومن بعده ابن خلدون، فيرى ابن رشد أن من أسباب تخلف المدن سجن النساء في البيوت واختزال طاقاتهن في أدوار محددة وقلت كفاءتهن، حيث اتخذن للنسل فقط.

حينما نقول أنثى نقصد بها الروح الأنثوية وتداخلها مع الجسد، فالجسد كما يعبر عنه ابن القيم ( رحمه الله) هو البدن والآلة والمركب لهذه الروح، فيصدر من خلال البدن الأفعال الإنسانية، وإيحاءات الجسد وحركاته تعبير عن هذه الروح. فالجسد والروح بينهما علاقة تداخل ، وإن كانت الروح هي من نفخ الإله، فهي المرشد والموجه لذلك الجسد.

بقي أن نقول لكل إمرأة جمالها وإيقاعها الخاص الذي يميزها عن غيرها، فالأنوثة هبة من الله لا يفرط بها،

وقد تغنى بها العديد من الشعراء منذ القدم، ومن أبرز من نظم الشعر للمرأة شاعر المرأة نزار قباني:

" لماذا أنت وحدك من دون جميع النساء تغيرين هندسة حياتي وإيقاع أيامي؟"