التعليم والتعلم عن بعد فيما بعد جائحة كورونا، هل سنستفيد من هذه التجربة التي فرضتها علينا الجائحة وتم تطبيقها وقت قياسي؟

كلنا أمل بعودة الحياة لطبيعتها بعد زوال جائحة كورونا، تلك الجائحة التي قدمت لنا دروسا للحياة، وجعلتنا نطرح أسئلة تدفعنا لنفكر خارج الصندوق، ومن هذه الأسئلة ما يطرح حول التعليم على اعتبار أن التعليم هوالمحرك الرئيسي والمطور لكل مجالات الحياة، وبتغير التعليم ستتغيرالمجالات الاقتصادية والاجتماعية، والسؤال البراق الذي يُتداول هو(هل سيعود التعليم في المدارس والجامعات كما عهدناه قبل جائحة كورونا؟!،هل سنعود للتعليم الوجاهي التقليدي ونضع خبرة التعليم والتعلم عن بعد التي اكتسبناها كمعلمين وطلاب أوحتى كأولياء أمور جانبا؟) قبل أن نجيب عن هذا السؤال دعونا نسلط الضوء على إيجابيات التعليم والتعلم عن بعد،الذي فُرض علينا في وقت قياسي.

سأتطرق باختصارلإيجابيات هذا النمط التعليمي الإلكتروني، على أربع مكونات أساسية في العملية التعليمية، وهي المعلم والمتعلم والمنهاج وولي الأمر.

أولا:المعلم: طورالمعلمون مهاراتهم وقدراتهم التكنولوجية، كما طبقت التكنولوجيا في شرح الدروس وفق أسس ومعايير تربوية يُراعى فيها حاجات المتعلمين وقدراتهم، وأضفت التكنولوجيا على الدروس عنصرالتشويق والجذب، ومراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين، كما سهلت التواصل بين المعلم والمتعلم وكذلك ولي الأمر من خلال البريد الإلكتروني أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

ثانيا: المتعلم: أدرك المتعلم أن لديه قدرة على التعلم ذاتيا، ويقع على عاتقه مسؤولية تعلمه، كما يمكنه التعلم بالطريقة التي تناسب قدراته وفي الوقت والمكان الذي يناسبه، وهذا مايوفره التعليم والتعلم عن بعد الإلكتروني والأجهزة الرقمية الحديثة، كما ساعد التعلم عن بعد على زيادة ثقة المتعلمين بأنفسهم بأنهم قادرين على استخدام المنصات التعليمية وقادرين على الوصول للمعرفة بأنفسهم، كما طورت مهاراتهم التكنولوجية.

ثالثا: ولي الأمر : وجد ولي الأمر نفسه مرتبطًا بالعملية التعليمية مرغما على ذلك، إذ يُعتبرحلقة الوصل بين المعلم والمتعلم، فلا يمكن نجاح العملية التعليمية التعلُمية عن بعد إلا بدعم من ولي الأمر، فكان لزاما عليه متابعة الأبناء ونقل الصورة للمعلم فيما يخص فهم الأبناء، أو فيما يتعلق بالواجبات وكيفية تقديمها وإرسالها بشكل صحيح والوقت المناسب لتقديم المشاريع، إضافة لذلك أصبح لديه معرفة بطريقة التعليم المناسبة لإبنائه.

رابعا:المنهاج: بما يتضمنه من أهداف ومحتوى وأساليب وطرائق تدريسية وتقويم، فلم يعد المنهاج جامدا بل ديناميكيًا متغيرًا، حيث أُدخلت الروابط الإلكترونية كما أستخدمت الوسائط المتعددة من صوت وصور ثابتة ومتحركة وفيديوهات تعليمية، فأضفت عنصر التشويق والجذب.

بعد كل هذه الإيجابيات علينا أن نطرح سؤالا آخر: هل سنضع كل هذه الإيجابيات للتعليم والتعلم عن بعد جانبا، ونعود للتعليم التقليدي الوجاهي الذي عرفناه؟أترك لكم الإجابة ......


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

استمري الله يبعد عنا هذا الفيروس

إقرأ المزيد من تدوينات سهير الخواجة Suhair Al khwaja

تدوينات ذات صلة