هذه الخاطرة كتبتها بعد نقاش طويل مع معلمة القرآن وصديقتي التي لم ألتقها يوما -عرفتها إلكترونيا- إلّا أنها تشعر بقلبي كما لم يشعر به أحد من قبل...

إذا كنت بطبيعتك شخص عاطفيّ، تملك قلبًا يفيض حبًّا، منهل للمشاعر وبالغ الحساسيّة، فهذه نعمة من الله لا يهبها لجميع خلقه، بل تفرّد بها لبعضهم دون الآخر كسائر النّعم.. وإن من أشدّ ما يعاني منه أصحاب هذه الهبة انتظار نفس العطاء بنفس الشغف واللهفة من الطرف الآخر، وهذا من المستحيل، إذ لا يتساوى الخلق بنفس الاندفاع في المشاعر ولا بنفس الحساسيّة، ولا القدرة على التعبير، وهذا عادة ما يولّد خيبة وأسى في نفس المحب، وقد يتفاقم الأمر إلى سخط على نعمة كهذه والعياذ بالله.. فأقول لأصحاب هذه القلوب ما استنتجته حديثا، واستشعرت لذّته حاليا، أنني صاحبة قلب مميّز أنعم الله به عليّ فواجب علي الرضى، وعلى العكس بل صرت كثيرة الحمد على هذه النعمة، فخورة بهذا الهبة، حريصة على أن لا ألوّث قلبي فيُغضَب منّي فتُنزَع منه، وإنها والله لو نزعت لذهب ما أكونه حقا ولتبقّى منّي بقايا إنسان مسخ..


ولكن هذا لا يعني بتاتًا الاستمرار في العلاقات السّامة (ورجاء لا تقنّنوا هذه المصطلحات بالهوى فقط، بل كل العلاقات الإنسانية أخصّها الصداقة)، فأصبح المعيار الذي أقيس عليه ليس المكافأة في المشاعر بل فقط عدم الأذى، إن كانت غير مؤذية فصبّي عليها من ما فطرك الله عليه، لا أصف لكم مدى الراحة النفسية التي شعرت بها بعد ما توصلت لهذه الحقائق، كم هو شيء رائع أن يجد الإنسان نفسه! وأصبحت من إنسانة ساخطة على نفسها -أسأل الله المغفرة-إلى إنسانة محبّة لذاتها جدا، سعيدة بنعمة استشعرتها لأول مرة.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات خُضرًا من سُندس

تدوينات ذات صلة