إننا إذا تفاجأنا بموت عزيز علينا، لا نفكر في البكاء، ولكن نفكر في كيف يُدفن. أما الدموع فيأتي دورها بعد ذلك؛ إنها للذكرى لا للمعالجة الموقف” توفيق الحكيم

يقال أن اتزان كفتي الميزان أي اعتدالهما..

و الاتزان في الانسان حالة ذهنية أو نفسية يتعادل فيها المنطق و العاطفة فلا يغلب أحدهما على الآخر..

الاتزان ليس محاولة لكبح المشاعر وإنما محاولة لإعطاء هذه المشاعر قيمة و السماح لها بالخروج بطريقة صحيحة .. بطريقة عميقة وذات معنى .. وليس بطريقة عشوائية ..


تتجلى ميزات الاتزان برأيي في المواقف الصعبة خصوصاً .. حيث يحتاج الإنسان إلى عدم الانفعال و محاولة التفكير بعقلانية لتخطي الموقف..

فكم مرة شهدنا موقفاً صعباً زاده سوءاً عدم اتزان الشخص المعني بهذا الموقف ..

ولو كان متزناً لانتهى الموقف بأقل الأضرار.. و لتسنى له بعد ذلك الانفراد بمشاعره ليعيشها فعلاً من دون مقاطعة..


قد يخلط الناس بين الاتزان والصدمة، فكلاهما يتصف بعدم إبداء الشخص لعاطفته في المواقف الصعبة.. و لكنهما يختلفان بشكل كبير ..

فالإنسان المتزن حين يواجه موقفاً صعباً أو سيئاً يكون في حالة كاملة من الانتباه و الإنصات، و ذلك لا يتعارض مع قدرته على القيام بواجبه أو أياً كان ما يتحتم عليه فعله في الموقف ذاته..

أما الإنسان المصدوم فهو لا زال في حالة إنكار أو عدم تصديق أن هذا الموقف حصل فعلاً ..و قد يؤثر ذلك على تصرفاته و من المؤكد أنه سيتضح من خلال كلامه ..


إن الركيزة الأساسية للاتزان هي إدراك أن مشاعرنا هي جزء هام منا يجب علينا إعطاءه الوقت و الانتباه .. يجب علينا أن نعرف أن مشاعرنا لها قيمة ..

الاتزان هو أن أعد نفسي أنني لن أحاول التخلص من مشاعري بشكل عبثي ..

وأنني سأجلس معها لأشعر بها لأفهمها لأناقشها ..

و كثيراً ما نخرج من المواقف التي عالجناها باتزان .. بمحصول من الأفكار و المشاعر المهمة جداً ..

حتى أن أسوأ المواقف قد تتحول إلى أكثر التجارب روحانية ..

وهذا برأيي من أعلى مستويات النضوج و الوعي .. وقد يكون إحدى الخطوات في طريق الحكمة ..


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

للأسف التقاليد الاجتماعية في أوقات العزاء تفسد كل تعبير للمشاعر بطريقة تهذب النفس وتطمئنها برحمة الله أذكر أني رأيت في المسجد موقف جدًا هزني حين صرخت فتاة بحرقة وأغمي عليها بسبب وقع الصدمة أتفهم حزنها بالطبع لكن شعور عميق بالأسى جاءني أن لماذا لا ندع الموتى يرحلون بسلام ونودعهم بما لا يضيق أرواحهم علينا.. وحضرت مشاهدات أليمة وذلك أقل ما يقال عنها في وفاة والدي رحمه الله كلها تعود إلى طريقة التعبير الغير متزنة شكرًا لكِ على المقال الذي لفتني إلى ذكريات مضت وأعتذر على الإطالة.

ماشاء الله عنك يا عمتو💖

إقرأ المزيد من تدوينات تمارا محمد

تدوينات ذات صلة