المدير متى يكون ناجحاً؟ وما مهامه؟ وكيف يتواصل مع موظفيه

السفينة في عرض البحر قد تواجه رياح عاصفة وأمواج عاتية، قد تبقى في وسط البحر تصارع الموج أيام وليالٍ، قد تظِل طريقها وتبحر في بحرِ ظلماتٍ لا نهاية له وفي النهاية قد تنجو، أو قد لا تنجو، وبالطبع هي أقدار قبل كل شيء لكن لربانها دور في نجاتها أو هلاكها، وهذا هو حال أي مؤسسة، يرتبط نجاحها من عدمه بمديرها فهو مهندس لخطط العمل، وهو المشرف في الميدان وهو المطور والمقيم والرقيب.

يتساءل الجميع من حولي من هو المدير الناجح؟ قد نختلف في تحديد صفاته فلكل منا وجهة نظر وتجربة مختلفة، يحدثني أحدهم عن وضع المؤسسة التي يعمل فيها فيقول: عملي أصبح روتينياً، كل يوم من أيام العمل يشبه اليوم الذي يسبقه، أتمنى أن ينتهي النهار سريعاً لأغادر من وكر الرتابة هذا. سألته: لكنك لم تكن تشتكي من عملك أبداً. أجاب: تغير الوضع مع تغير مديري في العمل. فقلت: تستطيعون كموظفين إحداث تغيير ايجابي. أجابني: مهما اجتهد الموظفون وسعوا للتغيير يبقى المدير الناجح هو من يستطيع تحريك المياه الراكدة.

قد يكون تعريفه للمدير الناجح مقبول فالمدير الناجح هو من يستطيع أن ينشر الحيوية في بيئة العمل وأن يجعلها متجددة ونابضة بالحياة يوماً بعد يوم من خلال أفكاره الملهمة واطلاعه على كل جديد وبحثه الدائم عن طرق ابداعية لخلق بيئة عمل مختلفة ومميزة، هو من يستطيع أن يحدث تفاعلاً ايجابياً بينه وبين الموظفين من جهة وبين الموظفين أنفسهم من جهة أخرى. فالعلاقات الاجتماعية بين الموظفين يجب أن تكون قوية وهذا بالعادة يأتي من حسن تصرف المدير في المواقف المختلفة فالعدالة والانصاف بينهم ضروري وحسن الاستماع لآرائهم التطويرية والاستفادة من خبراتهم يدعم ولاءهم ومحبتهم للمؤسسة كما أنه بالمراوحة بين الحزم والمرونة يكسبهم في صفه.

ومن الأمور المهمة لنجاح أي مؤسسة أن يكون مديرها شخصاً مسؤولاً بمعنى أن يكون ملتزماً، يحسن إدارة الموارد واستغلال الوقت، وحكيماً في التعامل مع المشاكل والصعاب التي تواجهه، قادراً على مجاراة المتغيرات ويطور نفسه ويزيد من معرفته ومهاراته بشكل مستمر.وأكبر خدمة يمكنه تقديمها للمؤسسة والتي ستكون شاهده على تميزه خلال فترة عمله هي أن يؤهل الموظفين لأن يكونوا قادة متميزين، فمن الرائع أن تتحول المؤسسة لمدرسة يتخرج منها القادة، فالمدير الناجح لا يعبأ بكراسي السلطة ولا يخشى أن يسحب البساط من تحته فهو واثق من نفسه ومن قدراته.كما أن المدير الناجح عضو أساسي في فرق العمل ووجوده ليس في كشوف تشكيل الفرق فقط بل هو عنصر فعال وقائد مبادر يصل بفريقه لأعلى المرات ويحقق بمعيتهم أجمل الإنجازات.

والآن إن كنت لازلت تتساءل من هو المدير الناجح؟؟ فإليك ملخص حديثي المدير الناجح هو الربان الشهم الذي سيلتف حوله البحارة مهللين وفرحين عند رحيل العاصفة وبقاء السفينة شامخة في عرض البحر وعلى مقربة من بر الأمان.

شعاع

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات شعاع

تدوينات ذات صلة