إعادة بناء رقمي لصورة من بورتريهات الفيوم للدكتور طارق قابيل
مومياوات الفيوم أو لوحات مومياوات الفيوم وهي مصطلح يجسد مجموعة من اللوحات الواقعية للشخصيات رسمت على توابيت مومياوات مصرية في الفيوم إبان فترة الوجود الروماني في مصر، حيثث تم فيها الرسم والطلاء على لوحات خشبية بشكل كلاسيكي يجعلها من أجمل الرسومات في فن الرسم الكلاسيكي العالمي.
في الواقع فان لوحات الفيوم هي الوحيدة من نوعها في العالم، عثر على مومياوات الفيوم في عدة أجزاء من مصر إلا أن منطقة حوض الفيوم شملت أغلب الاكتشافات ما جعلها تحمل هذا الاسم وتحديدا من منطقة هوارة وحتى أواسط مصر، ويرجح علماء الآثار أن تكون هذه اللوحات الجنائزية المصرية قد صنعت في فترة مصر الرومانية.
كما يعتقد أن بداياتها تعود إلى القرن الأول للميلاد، كما أنه من غير المؤكد متي توقف صنعها، لكن بعض الدراسات الحديثة تقترح أن صنعها قد توقف في القرن الثالث للميلاد، وتعتبر اللوحات مثالا مبكرا لما تلاها من أنواع فنون انتشرت في العالم الغربي من خلال الفن البيزنطي وفن الأيقونات القبطي في مصر.
تبين اللوحات رسمًا لشخصية ما للشخص المدفون في التابوت وعادةً ما يكون شخصية كبيرة أو معروفة، وتميل الرسوم إلى الفن الإغريقي -الروماني بشكل أكبر مما هو معروف عن فن الرسم المصري القديم، فقد تأثر المصريين بهذا الفن كما تتأثر المجتمعات بالمجتمعات الأخرى بذات المحتلة كما كان في مصر في هذه الفترة.
توجد الآن حوالي 900 لوحة مكتشفة في المقابر التاريخية في الفيوم، ونظرا للمناخ الجاف والحار للمنطقة فقد حفظت اللوحات بشكل ممتاز، لدرجة أن ألوان الكثير منها تبدو كأنها لم تجف بعد.
تاريخ
في 1615 زار المستكشف الإيطالي بيترو ديلا فاليه مدينتَي سقارة ومنف في مصر، فكان أول أوروبي يكتشف لوحات المومياوات ويصفها. وقد نقل بعض المومياوات والبورتريهات إلى أوروبا، وهي الآن معروضة في متحف ألبرتينوم.
صحيح أن الاهتمام بمصر القديمة زاد بعد تلك الفترة، لكن لم تشتهر اكتشافات مومياوات أخرى قبل القرن التاسع عشر. مصدر المكتَشَفات الأولية غير معلوم: ربما سقارة أو طيبة.
في 1820 حصل البارون مينوتولي على عدة بورتريهات مومياوية لجامع ألماني، لكنها فُقدت في بحر الشمال ضمن حمولة كاملة من القطع الأثرية المصرية.
وفي 1827 قدِم ليون دي لابورد أوروبا ومعه لوحتان قيل إنهما اكتُشفتا في منف، واحدة الآن في متحف اللوفر، والأخرى في المتحف البريطاني.
ثم أخذ إيبوليتو روسيليني (كان عضوًا في بعثة 1828-1829 المصرية التابعة لجان فرانسوا شامبليون) معه إلى فلورنس مزيدًا من اللوحات، وهي شبيهة بعيّنتَي دي لابورد، إلى حد أنهما يُحتمَل لهما مصدر واحد.
في عشرينيات القرن التاسع عشر أرسل هنري سولت (القنصل البريطاني العام إلى مصر) عدة لوحات أخرى إلى باريس ولندن.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات