فقر التراث الذي يعيشه العالم العربيّ الآن, التحضر المصطنع، والشعور بالعار الذي بات يعتري أبناء العصر الحديث لدى التطرق لتراث الأجداد واللهجات المحلية.



صحيحٌ أننا الآن نبدو نُسَخاً جميلةً متحضرة، نلبَسُ ثياباً جاهزةً، الكُعوبَ العاليه وربطاتِ العنق الإنجليزية الأنيقة، ونرطنُ بلغات الغير تيَّمناً بميثدولوجيات العصر الحديث..

إلا أن تلك النُسخ الجميلة لطالما فشلت في ترجمةِ بواطن مشاعرنا وتأريخ أحداث يومنا كما كانت تفعلُ ألوان تراثِ جيلينِ سابقين.

أزمةُ التراث لا تقلّ خطورةً عن أزمة النفط أو الكهرباء التي اعتدنا ان تخفق قلوبنا خوفاً لدى ذكرها..

لربما نحنُ لا ندركُ خطورة أن نصبحَ ممحوقي الهُوية، بعد نَيفٍ وعشرينَ سنة..

كموضوع تعبيرٍ ينقصه عنوانٌ وحاشية،

فلا يُكتفى بالخاتمة لسردِ قصةٍ بأكملها!

ولا يُكتفى بحاضر منسوخٍ لتأريخ هُوية..!

ولربما تعاني الأجيال الحديثة من قلة الأحداث المَلية، والإرادة الجامحة..

فوجود الحدث الصَخِب والكيان الخصب، يفرضُ على الزمانِ توثيقَ اللحظات، ويستفزُّ طاقات الأجيال الشاهدة بالفنون والثقافة والإعمار والإعمالِ..!

سيبدو مقالي حروفاً مرتبةً وكلماتٍ رتيبة مملةً للكثيرين،

"التراث"..!


كلمةٌ نظريةٌ مستهلكةٌ كُنا نستخدمها في الصف الرابع لملأ الفراغ بين كلمتين في حصص اللغة العربية!

لكن حتماً لا يُدرَكُ الضدّ إلا بضدّه، أغارُ على حاضري الفقير، حين أستمعُ للأهازيج التراثية بصوت ريم البنا، وكيف كانت النساءُُ تغني للرجال من أسفل الجبل أمام الاحتلال دون ان يَرفّ لهنّ جفناً، بتشفيرِ كلماتِ الأهزوجة لتشجيع المقاومين على المُضيّ..

"" يا طالعين عين للل الجبل يا موللل الموقدين النار بين لللل يامان يامان عين للل هنا يا روح."

وهذا الزيّ العربيّ التراثيّ الذي لم يُصمَم عبثاً، مطرَّزٌ بالحب من تفاصيلنا، لونِ أرضنا وزهورنا، وأشكال تضاريس أوطاننا..

مدرقة أردنية تحكي قصة الارتباط الوثيق بالأرض ..

وثوبٌ فلسطينيّ مُرابط وطربوشٌ دمشقيٌّ أنيق، والأزياء المصرية التراثية التي تروي قصة تنوع ثقافاتها من صحرائها لبحرها..

ما بين جلابية الصعيد وثوبِ سيناء، وملايات حسناوات الاسكندرية..

أغارُ كثيراً، لأن ليس لديّ الكثير لأخبر عنه أولادي وأحفادي من بعدي، هذا إن لم أبدو لهم بعد فجوةِ التراث تلك، عجوزاً تهذي في أرذل العمر..

هنا سأضع بضعَ روابط لأهازيج فلسطينية مع فك تشفيرها لتبدو مفهومة..

واستعرضُ تحليلاً بسيطاً مقتبساً، لرسومات الأثواب الشعبية العربية، أضعفُ الإيمان وإن كان.

undefined
undefined
undefined



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات حلا الكايد

تدوينات ذات صلة